بسم الله الرحمن الرحيم
بل الإختلاط مصطلح شرعي يامحمد آل الشيخ
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك وفقه الله لما يحب ويرضى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد. فقد اطلعت على ما ذكره الكاتب الأستاذ محمد آل الشيخ في جريدتكم الموقرة في يوم الأحد 23 من ذو الحجة 1429هـ في العدد 13233 في زاوية شيء من تحت عنوان الاختلاط في رأي القرضاوي وإني لأعجب من هذا الكاتب الذي دائماً يدندن حول قضية المرأة وكأن العلماء والدعاة أعداؤها وهو المنافح والمكافح عنها ومما يزيد الأمر غرابة أنه استشهد في رأي الدكتور القرضاوي وأنا أعرف أن موقفه من القرضاوي في كثير من القضايا مرفوض فما باله اليوم يحيلنا إلى القرضاوي بل ويرشدنا إلى موقعه هل لأن القرضاوي وافقه في القول وأنا أدعو الأستاذ محمد إن كان منصفاً فيعترف إن كان ما ذكرته حق فيعترف به ويعلن خطؤه هو وشيخه الدكتور القرضاوي وإن كان ما ذكرته باطل وما استدليت به فعليه أن يريني الجادة التي سلكها هو وشيخه الجديد فهو يقول مؤيداً ما قاله شيخه بأن كلمة الاختلاط دخيلة على المعجم الإسلامي ولم تعرف إلا في هذا العصر ولعلها ترجمة لكلمة أجنبية ويظهر أنه هو وشيخه لم يعرفا أنها لفظة قديمة وما زال يردد كما يردد البعض أن (الإختلاط) مصطلح جديد ظهر مع الحضارة الحديثة ولا أصل له في الكتاب والسنة ولا في موروثنا الفقهي ويبنون على ذلك أحكاماً عجيبة تبيح الاختلاط بل تجعله هو الأصل في تعامل الرجال مع النساء والحقيقة عكس ذلك تماماً فقد ورد مصطلح الاختلاط أي عدم مخالطة النساء للرجال قديماً بل ورد في أصح كتاب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري وإليك الأدلة الذي تؤكد أن هذا المصطلح قديم ومن ذلك:
تؤكد تلك الأقوال أن النهي عن الاختلاط ليس من العلماء المشددين كما تزعمون بل هو منذ زمن النبوة وسار عليها العلماء المتمسكين بالكتاب والسنة. وقد اتفق العلماء أن الحجاب وعدم الاختلاط خير من خلع الحجاب والاختلاط عند من يجيزون كشف الوجه، أما من يدعي أن النهي عن الاختلاط نفر خلقاً كثيراً من هذا الدين فهو قول مردود .. فالذين لا يرضون بحكم الله ويتركون الدين وينفرون منه لمخالفته لأهوائهم لا خير فيهم وهم الخاسرون، فالله غني عنهم، والإسلام مستغن عنهم وقد قال الله فيهم وفي أضرابهم { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } وقال: { ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم }.و لو فرضنا جدلاً أن مصطلح الاختلاط لم يرد لدى الأقدمين من فقهائنا فإن وروده الآن والحديث عنه لا يعد إحداثاً في الدين بل شرحاً وتوضيحاً للنهي عن اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد، لأن العبرة بالمقاصد والمباني لا بالألفاظ والمعاني، ولو أردت أن أحشد من النصوص من الوحيين، ومن كلام سلف الأمة في ماضيها وحاضرها ما فيه النهي عن الاختلاط بدون مصطلح الاختلاط لاحتجت إلى مئات الصفحات.
وأخيراً أدعو أخي الاستاذ محمد أن يعيد النظر في الكثير من مقالاته خاصة وإنني لاحظت في الآونة الأخيرة أنه بدأ يكرر كتاباته وأذكر أن هذه المسألة سبق أن طرقها قبل هذه المرة ولعل السر في تكرار كلماته لأنه ليس له إلا خصم واحد في غالب ما يكتب وهم المتمسكون بالسنة من علماء بلادنا وفقهم الله فتارة يذكرهم بالإسم وتارة بالوصف ولم أرى له خصوماً غيرهم إلا في كتابات قليلة فأتمنى أن يعيد حساباته وأن يعلن ولو مرة واحدة خطؤه وإني أظنه بإذن الله عائد ليكون مع علماء بلاده صفاً واحداً غير متأثراً بمخالفيهم الذين طالما بعدوا عن الاستشهاد في الكتاب والسنة وفي الختام أشكر لهذه الجريدة العادلة التي لا تميز كاتباً ولا قارىء ولا تعطي لكتابها حماية خاصة وهذا من عدلها وإنصافها وأتمنى لها مزيد من التقدم وفق ما يرضي الله ورسوله وفقكم الله لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قاله وكتبه:أبوعبد الإله الدكتور/صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي
تويتر، وفيس بوك DrsalehAlosaimi@
الرياض - ص.ب: 120969 - الرمز: 11689
فاكس وهاتف: 012414080
البريد الإلكتروني: s555549291@gmail.com