|

19 جمادى الأول 1446 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

خُطْبَةُ الحَجُّ وَبَيَانِ هَيْئَة كِبَار الْعُلَمَاءِ، حَوْلَ عَدَمِ جَوَازِ الحَجِّ بِلَا تَصْرِيْحٍ.

الْخُطْبَةُ الْأُولَى:

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

1. عبادَ اللهِ: إِنَّ منْ فضلِ اللهِ علَى عبَادِهِ وَنِعَمِهِ؛ أَنْ جَعَلَ لَـهُمْ مَوَاسِمَ عَظِيمَةً لِلْطَاعَاتِ، تُقَالُ فِيهَا العَثَرَاتُ، وَتُـجَابُ فِيهَا الدَّعَوَاتُ؛ شَرَّفَهَا عَلَى غَيْرِهَا. كَذَلِكَ شَرَّفَ أَمَاكِنَ عَلَى غَيْرِهَا؛ وَقَدِ اجتمعتْ فِي الْـحَجِّ فضيلَةُ الزَّمانِ والْمَكَانِ؛ فَهُوَ مَغْنَمٌ للطَّائِعِينَ وَمَيْدَانٌ لِلْمُتَنَافِسِينَ.

2. عباد الله: الأمةَ الإسلاميةَ عَلَى بابِ مَوْسمٍ الحَجُّ إِلَى بيتِ اللهِ الْـحَرَامِ، الَّذِي فَرَضَ اللهُ علَى عِبَادِهِ حَجَّهُ، فَقَالَ تَعَالَى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)، ولقولهِ، -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-، في الحديثِ الطويلِ الذي رواهُ مسلمٌ: "يأيُّهَا النَّاسُ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمْ الْحَجُّ فَحُجُّوا"، وَالْحَجُّ ركْنٌ مِنْ أركانِ الإِسْلَامِ، الَّتِي بُنِيَ علَيْهَا، وَفَرْضُ عَيْنٍ بالإجماعِ، ومعلومٌ مِنَ الدينِ بالضرورةِ.

3. إِنَّ القلوبَ الْمُؤْمِنَةَ لَتَسْتَجِيبُ لأمرِ اللهِ تَعَالَى بالحجِّ إِلَى بيتِهِ؛ شَوْقًا إِلَى مغفرتِهِ، قَالَ تَعَالَى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

4. وتحقيقًا لدعاءِ الخليلِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)، فقلوبُ المؤمنينَ تَهْوِي إِلَى ذلكَ البيتِ العظيمِ، الذي أُقِيمَ علَى التَّوحيدِ مِنْ أَوَّلِ لحظةٍ.

5. فأهل الإيمان يَتَقَاطَرُونَ مِنْ فِجَاجِ الأَرْضِ؛ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ، وَيَذْكُرُوا اِسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ.

6. وَحَنَاجِرُهُمْ تَـجْأَرُ بِإجَابَةِ التَّوْحِيدِ ونداءِ الإخلاصِ، لبيكَ اللهمَّ لبيكَ، لبيكَ لَا شَرِيكَ لكَ لبيكَ. يُـجِيبُونَ دَاعِيَ التوحيدِ بإعلانِ التوحيدِ. إنَّ هذِهِ الجموعَ الْمُلَبِّيَةَ الْمُسْتَجِيبةَ؛ تَأِتي مُنْضَوِيَةً تحتَ رايةِ العقيدةِ، تتوارَى في ظِلِّهَا فوارقُ الأجناسِ، وَتَـمَايُزُ الأَلوَانِ وتباعُدُ الأوطانِ.

7. عباد الله: جَعَلَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا لِلْحَجِّ مِنَ الْفَوَائِدِ مَا لَيْسَ لِغَيْـرِهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-، سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ". مَتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَالْـحَجُّ الْمَبْـرُورُ هُوَ الَّذِي لَا يُـخَالِطُهُ إِثْـمٌ، وَلَا رِيَاءٌ، وَلَا سُـمْعَةٌ، وَلَا رَفَثٌ، وَلَا فُسُوقٌ، قَالَ تَعَالَى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ).

8.  وَقَالَ، -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

9. عباد الله: إِنَّ فِي الْـحَجِّ مِنَ الْمَوَاقِفِ الْعَظِيمَةِ مَا يَـجِلُّ عَنِ الْوَصْفِ؛ لِمَا فِيهَا مِنَ الأَجْرِ وَالْغَنِيمَةِ، وَمِنْ أَعْظَمِهَا وَأَجَلِّهَا، مَوْقِفُ عَرَفَةَ؛ فَهُوَ عُمْدَةُ الْـحَجِّ؛ فَعَلَى صَعِيدِ عَرَفَاتَ، يَـجْتَمِعُ جُـمُوعُ الْـحَجِيجِ فِي مَنْظَرٍ مَهِيبٍ، مُتَجَرِّدِينَ مِنَ كُلَّ سِـمـَةٍ إِلَّا سِـمَةَ الإسلامِ، لَا يـُمَيَّزُ فَرْدٌ عَنْ فردٍ، وَلَا قَبِيلةٌ عَنْ قَبِيلَةٍ، وَلَا جِنْسٌ عَنْ جنسٍ، لباسُهُمْ وَاحِدٌ، وَشِعَارُهُمْ وَاحِدٌ، لَــبَّــيْــكَ اللهُمَّ لَــبَّــيْــكَ، تَكْبِيـرٌ وَتَـهْلِيلٌ. فتُسْكَبُ الْعَبَـرَاتُ، وَتُقَالُ الْعَثَرَاتُ، وتُسْتَجَابُ الدَّعَوَاتُ، وَتُغْفَرُ السَّيِّــئَاتُ؛ مـَحْرُومٌ – وَرَبِّي – مَنْ لَمْ يَتَذَوَّقْ طَعمَهُ وَلَوْ مَرَّةً فِي حَيَاتِهِ، مَشْهَدٌ جليلٌ، لَا يَعْرِفُ عَظَمَتْهُ إِلَّا مَنْ وَقَفَهُ.

فلِلهِ ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الَّذِي * كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ أعظمُ

ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُــهُ * يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكــرَمُ

يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّــةً * وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَــمُ

فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُــمْ * وَأَعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِـــــمُ

فبُشراكُمُ يا أهلَ ذَا الْـمَوقِفِ الَّذِي * بِهِ يَغفرُ اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ

فكمْ مِن عتيقٍ فيه كَمَّلَ عِتقـهُ * وَآخَرُ يَسْتسعَى وربُّكَ أرْحَمُ

10. عِبَادَ الله: وَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْحَجُّ؛ فَلَمْ يَـحُجْ، وَهُوَ قَادِرٌ؛ فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ مَـخْذُولٌ، وَلِنَفْسِهِ ظَالِـمٌ مُبِينٌ.

11. عِبَادَ الله: وَعَلَى كُلِّ مَنْ عَزَمَ عَلَى الْحَجِّ أَنْ يَتَعَلَّمَ أَحْكَامَ المَنَاسِكِ، وَأَنْ يَخْتَارَ النُّسُكَ الْمُنَاسِبَ لَهُ، وَلِوَضْعِهِ، خَاصَّةً مِمَّنْ مَعَهُمْ أُسَرٌ، وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى مَكَّةَ إِلَّا فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ ، أَوِ الثَّامِنِ ، فَالْأَفْضَلُ وَالْأَيْسَرُ لَهُمْ ، أَنْ يَحُجُّوا مُفْردِيْنَ، وَأَنْ يُقَدِّمُوا سَعْي الْحَجِّ، قَبْل عَرَفَة، حَتَّى لَا يَبْقَى عَلَيْهِمْ ، إِلَّا طَوَافَي الإِفَاضَةُ، وَالْوَدَاعُ، فَيُيَسِّرُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَعَلَى الْحُجَّاجِ ، إِنَّ بِتَعَلُّمِ الحَاجِّ لِأَحْكَامِ الحَجِّ يَرْفَعُ عَنْهُ الحَرَج ، وَحَتَّى لَا يَضْطَرّ لِإِعَادَةِ بَعْضِ الوَاجِبَاتِ، فَيَشُقُّ عَلَى نَفْسِهِ ، وَعَلَى أَهْلِهِ، وَعَلَى الْحُجَّاجِ .

12. وَيَسْتَطِيْعُ مَعْرِفَة أَحْكَامِ المَنَاسِك بِمُطَالَعَةِ الْكُتُبِ المُخَصَّصَةِ، أَو الاسْتِمَاعِ لِلْدُرُوسِ المُخَصَّصَةِ لِلْمَنَاسِكِ، لِلْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. 

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.

************************

خُطْبَةُ الحَجُّ وَبَيَانِ َهَيْئَةِ كِبَار الْعُلَمَاءِ، حَوْلَ عَدَمِ جَوَازِ الحَجِّ بِلَا تَصْرِيْحٍ.

 الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً. أمَّا بَعْدُ ...... فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

1 . عِبَادَ اللَّه: وَعَلَى الْحَاجِّ أَنْ يَحْرصَ، أَنْ يَحْصُلَ عَلَى تَصَارِيحِ الْحَجِّ، مِنَ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ، وَأَنْ يَحْذَرَ كُلّ الْحَذَرِ، مِنْ مُخَالَفَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَالْحَجّ بِلَا تَصْرِيحٍ ، فَهَذَا أَمْرٌ أَكَّدَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ، عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّتِهِ، حَيْثُ قَالَتْ فِي بَيَانِهَا:( الالْتِزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ وَالْتِزَامِ قَاصِدِي الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ بِذَلِكَ يَتَّفِقُ مَعَ الْمَصْلَحَةِ الْمَطْلُوبَةِ شَرْعًا، وَالشَّرِيعَةُ جَاءَتْ بِتَحْسِينِ الْمَصَالِحِ ، وَتَكْثِيرِهَا، وَدَرْءِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا، وَأَوْضَحَتْ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الذَّهَابُ إِلَى الْحَجِّ مِنْ دُونِ أَخْذِ تَصْرِيحٍ ، وَيَأْثَمُ فَاعِلُهُ، مُؤَكِّدَةً بِأَنَّ اللهَ شَرَّفَ هَذِهِ الْبِلَادُ الطَّيِّبَةِ الْمُبَارَكَةِ، اَلْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ قِيَادَةً وَشَعْبًا، بِخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، فَقَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّتِهَا هَذِهِ بِحَمْدِ اللهِ خَيْرَ قِيَامٍ ، وَتَجَلَّى ذَلِكَ فِي مَشْرُوعَاتِ التَّوْسِعَةِ الْمُتَتَالِيَةِ، وَتَنْفِيذِ الْبِنَى التَّحْتِيَّةِ ، وَشَقُّ الطُّرُقَاتِ، وَالْأَنْفَاقِ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَتَّصِلُ بِالْخَدَمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِقَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، فِي خُطَطٍ مَدْرُوسَةٍ مُتَكَامِلَةٍ ، تَسْتَوْعِبَ حَرَكَةَ قَاصِدِي الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، وَالْمَشَاعِرَ الْمُقَدَّسَةِ، حُجَّاجًا وَعُمَّارًا وَزُوَّارًا ، كَمَا تَجَلَّى ذَلِكَ فِي الأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَرْتِيبِ اسْتِقْبَالِ الْحُجَّاجِ، وَالعُمَّار، وَالزُّوَّار ، وَتَنْظِيمِ حَرَكَتِهِمْ، وَتَنَقُّلَاتِهِمْ، كَيْ يُؤَدُّوا مَنَاسِكهُمْ بِكُلِّ يُسْرٍ وَسَكِينَةٍ، وَسَلَامَةٍ، وَأَمَانٍ ، مُنْذُ وُصُولِهِمْ إِلَى الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيفَيْنِ حَتَّى مُغَادَرَتِهِمْ، وَهَذَا لَمْ يَكُنْ مُتَيَسِّرًا مَع الأَعْدَادِ الْمُتَزَايِدَةِ، الْمُتَكَاثِرَةِ ، فَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقهُ، ثُمَّ هَذَا الْجُهْدِ الْكَبِيرِ الَّذِي تَضْطَلِعُ بِهِ حُكُومَة الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، الَّتِي لَا تَدَّخِرُ جُهْدًا، وَلَا مَالاً وَلَا تَنْظِيمًا، لِتَحْقِيقِ غَايَاتٍ عُلْيَا، لِخِدْمَةِ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَالْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَقَاصِدِيهِمَا، وَإِنَّ مِمَّا نَظَّمَتْهُ حُكُومَةُ الْمَمْلَكَةِ - أَيَّدَهَا اللهُ - لِهَذِهِ الْغَايَةِ الْمَقْصُودَةِ شَرْعًا ، وَهِيَ تَيْسِيرُ شَعِيرَةُ الْحَجِّ، أَنْ أَلْزَمَتْ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ، لِمَنْ أَرَادَ حَجَّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ ، وَحَدَّدَتْ لِذَلِكَ إِجْرَاءَاتٌ مُعَيَّنَةٌ لِمَنْ أَرَادَ الحُصُولَ عَلَى هَذَا التَّصْرِيحِ .

‏2.  وَاطَّلَعَتْ هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ عَلَى مَا عَرَضَهُ مَنْدُوبُو " وِزَارَةِ الدَّاخِلِيَّةِ، وَوِزَارَة الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَالْهَيْئَة الْعَامَّة لِلْعِنَايَةِ بِشُؤُونِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْنَّبَوِيِّ ، مِنْ تَحَدِّيَاتِ مَخَاطِر عِنْدَ عَدَمِ الالْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ ، إِزَاءَ ذَلِكَ تُوَضِّحُ الْهَيْئَةُ أَنَّ الالْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ مُسْتَنَدٌ إِلَى مَا تُقَرِّرُهُ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ مِنَ التَّيْسِيرِ عَلَى الْعِبَادِ فِي الْقِيَامِ بِعِبَادَتِهِمْ، وَشَعَائِرِهِمْ، وَرَفْعِ الْحَرَجِ عَنْهُمْ. قَالَ اللهُ تَعَالَى:( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ). وَقَالَ اللهُ تَعَالَى:( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)، وَقَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ : " أَيْ يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ فِي شَرَائِعِهِ، وَأَوَامِرِهِ، وَنَوَاهِيهِ، وَمَا يُقَدِّرُهُ لَكُمْ " ، وَقَالَ تَعَالَى : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : يَعْنِي مِنْ ضِيقٍ . وَالْإِلْزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ إِنَّمَا جَاءَ بِقَصْدِ تَنْظِيمِ عَدَدِ الْحُجَّاجِ بِمَا يُمْكِّنُ هَذِهِ الْجُمُوعُ الكَبِيرَةُ مِنْ أَدَاءِ هَذِهِ الشَّعِيرَةِ بِسِكِّينَةٍ وَسَلَامَةٍ، وَهَذَا مَقْصَدٌ شَرْعِيٌّ صَحِيحٌ، تُقَرِّرُهُ أَدِلَّةُ الشَّرِيعَةُ وَقَوَاعِدُهَا، وَأَنَّ الالْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ ، وَالْتِزَامِ قَاصِدِي الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ بِذَلِكَ يَتَّفِقُ مَعَ الْمَصْلَحَةِ الْمَطْلُوبَةِ شَرْعًا، وَالشَّرِيعَةُ جَاءَتْ بِتَحْسِينِ الْمَصَالِحِ، وَتَكْثِيرِهَا، وَدَرْءِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا، ذَلِكَ أَنَّ الْجِهَاتَ الْحُكُومِيَّةَ الْمَعْنِيَّةَ بِتَنْظِيمِ الْحَجِّ، تَرْسُمُ خُطَّةَ مَوْسِمِ الْحَجِّ بِجَوَانِبِهَا الْمُتَعَدِّدَةِ: الأَمْنِيَّةُ، وَالصِّحِّيَّةُ، وَالْإِيوَاء، وَالْإِعَاشَةُ، وَالخَدَمَاتُ الأُخْرَى، وِفْق الْأَعْدَادِ الْمُصَرَّحِ لَهَا، وَكُلَّمَا كَانَ عَدَدُ الْحُجَّاجِ مُتَوَافِقًا مَعَ المُصَرَّحِ لَهُمْ، كَانَ ذَلِكَ مُحَقِّقًا لِجَوْدَةِ الْخَدَمَاتِ الَّتِي تُقَدَّمُ لِلْحُجَّاجِ ، وَهَذَا مَقْصُودٌ شَرْعًا. قَالَ اللهُ تَعَالَى:( وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَٰهِۦمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَآ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِۦمَ وَإِسْمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ ) فَالْتِزَامُ مُرِيدِي الْحَجِّ بِالتَّصْرِيحِ،  يُحَقِّقُ مَصَالِحَ جَمَّةٍ مِنْ جَوْدَةِ الْخَدَمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِلْحُجَّاجِ فِي أَمْنِهِمْ، وَسَلَامِهِمْ، وَسَكَنِهِمْ، وَإِعَاشَتِهِمْ، وَيَدْفَعُ مَفَاسِدَ عَظِيمَةً مِنَ الِافْتِرَاشِ فِي الطُّرُقَاتِ الَّذِي يُعِيقُ تَنَقُّلَاتِهِمْ، وَتَفْوِيجَهُمْ، وَتَقْلِيلُ مَخَاطِرِ الازْدِحَامِ، وَالتَّدَافُعِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَذَكَرَتْ الْهَيْئَةُ فِي بَيَانِهَا، بِأَنَّ الِالْتِزَامَ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ لِلْحَجِّ، هُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ . قَالَ اللهُ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي عُسْركَ وَيُسْركَ، وَمَنْشَطِكَ. وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ ). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ . وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ  عَنْهُ قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي،" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَالنُّصُوصُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةً ، كُلُّهَا تُؤَكِّدُ عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ وَلِيِّ الأَمْرِ فِي الْمَعْرُوفِ، وَحُرْمَةُ مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ، وَالِالْتِزَامُ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ مِنَ الطَّاعَةِ فِي الْمَعْرُوفِ، يُثَاب مَنْ الْتَزَمَ بِهِ، وَيَأْثَمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَيَسْتَحِقُّ العُقُوبَةَ الْمُقَرَّرَةَ مِنْ وَلِيِّ الْأَمْرِ ، وَاطَّلَعَتْ الهَيْئَةُ عَلَى الْأَضْرَارِ الْكَبِيرَةِ، وَالْمَخَاطِرِ الْمُتَعَدِّدَةِ حَالَ عَدَمِ الالْتِزَامِ بِاسْتِخْرَاجِ التَّصْرِيحِ، مِمَّا يُؤَثِّرُ عَلَى سَلَامَةِ الْحُجَّاجِ ،وَصِحَّتِهِمْ ، وَعَلَى جَوْدَةِ الخَدَمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِلْحُجَّاجِ، وَعَلَى خُطَّةِ تَنَقُّلَاتِهِمْ، وَتَفْوِيجُهُمْ بَيْنَ الْمَشَاعِرِ ، وَعَلَى غَيَّرَ ذَلِكَ مِمَّا يَتَّصِلُ بِمَنْظُومَةِ الخَدَمَاتِ الْمُقَدَّمَةِ لِلْحُجَّاجِ، وَذَلِكَ يُوَضِّحُ : أَنَّ الحَجَّ بِلَا تَصْرِيحٍ لَا يَقْتَصِرُ الضَّرَرُ المُتَرَتِّبُ عَلَيْهِ عَلَى الحَاجِّ نَفْسِهِ، وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى ضَرَرُهُ إِلَى غَيْرِهِ مِنْ الحُجَّاجِ الَّذِينَ الْتَزَمُوا بِالنِّظَامِ، وَمِنَ المُقَرَّرِ شَرْعًا أَنَّ الضَّرَرَ المُتَعَدِّيَ أَعْظَمُ إِثْمًا مِنَ الضَّرَرِ الْقَاصِرِ، وَفِي الحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ، عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ ) .وَعَنْهُ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ :( لَا ضَرَر وَلَا ضِرَارَ) رَوَاهُ أَحْمَدٌ، وَابْنُ مَاجَةَ . 

3. عِبَادَ الله : وَإِشَارَةً إِلَى مَا وَرَدَ عَنْ هَيْئَةِ كِبَارِ العُلَمَاءِ، مِنْ عَدَمِ جَوَازِ الذَّهَابِ إِلَى الحَجِّ دُونَ أَخْذِ تَصْرِيحٍ ، فَإِنَّ مَنْ حَجَّ بِلَا تَصْرِيحٍ فَهُوَ آثِمٌ ؛ لِمُخَالَفَةِ أَمْرِ وَلِيِّ الأَمْرِ ، وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الأَضْرَارِ بِعُمُومِ الحُجَّاجِ ، واللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي مُحْكَمِ كِتَابَهِ :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) ، فَعَلَى الجَمِيعِ الالْتِزَامِ بِالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ مِنْ وَلِيِّ الأَمْرِ، لِتَنْظِيمِ الحَجِّ، وَتَيْسِيرِ النَّاسِ، وَالْمُكَلَّفِ إِذْ لَمْ يَتَمَكَّن مِنْ اسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الحَجِّ لِحَجِّ الفَرِيضَةِ، فَإِنَّهُ فِي حُكْمِ عَدَمِ المُسْتَطِيعِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، وَلِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، فَعَلَيْنَا عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعُ وَالْطَّاعَةُ، لِمَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَنَا.

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمْ إِلَى البِّرِ وَالتَّقْوَى، وأَصْلِحْ بِهِمْ البِلَادُ وَالعِبَادُ، وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، والاستقرار، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا، الَّلهُمَّ أَصْلِحْ الرَّاعِيَ وَالرَّعِيَّةَ، وآلِفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، ا ذَا الجـلَالِ، والإِكْرامِ، أَكْرِمْنَا  وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ,، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.