خُطْبَة : الصَّلَوَاتُ الَّتِي تُؤَدَّى قَبْل وَبَعْد الْظُهْرِ :
الْخُطْبَةُ الأُوْلَى:
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
١.عِبَادَ الله؛ الْمِنَحُ الْرَّبَّانِيَّةُ،وَالْهِبَاتُ الْرَّحْمَانِيَّةُ،وَالْعَطَايَا الْإِلَهِيَّةُ كَثِيرَةٌ جِدَّاً، تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَمَا لَنَا إِلَّا أَنْ نَقُولَ كَمَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ:( كَثُرَ وَالله خَيْرُ اللهِ وَطَابَ).
٢.عِبَادَ الله؛وَمِنْ عَطَايَا اللهِ،وَفَضْلِهِ الْعَظِيمِ، الْسُّنَنُ الرَّاتِبَةِ، وَالْثَّابِتَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّم، الَّتِيْ تُؤَدَّى قَبْل وَبَعْد صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَفِيْهَا مِنَ الْخَيْرِ الْعَظِيْمِ، وَالْفَضْلِ الْجَزِيْلِ، مَا يَجْعَلُ الْمُؤْمِنَ يَحْرَصُ كُلَّ الْحِرْصِ عَلَى عَدَمِ الْتَّفْرِيْطِ بِهَا، وَالْحِرْصُ عَلَى الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهَا.
١. فَفِي اَلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ،اَلَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرِهِ قَالَ ﷺ:
(مَن حافَظَ على أربعِ رَكَعاتٍ قَبلَ الظُّهْرِ، وأربَعٍ بَعدَها حَرُمَ على النارِ).
٢..وَفِيْ الْحَدِيْثِ الْحَسَنِ:(أربعُ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ يعدلنَ بصلاةِ السّحرِ)..
٣.وَفِيْ الْحَدِيْثِ الصَّحِيحِ ، اَلَّذِي رَوَاهُ أَحْمَدٌ وَغَيْرَهُ:(كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعًا، وَيَقُولُ:(إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ، فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلًا صَالِحًا).
٤.وَفِيْ الْحَدِيْثِ الصَّحِيحِ لِغَيْرِهِ:(كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي قَبلَ الظُّهرِ أربعًا، فقيلَ له: إنَّك تُصلِّي صَلاةً تُديمُها فقال: إنَّ أبْوابَ السَّماءِ تُفتَحُ إذا زالتِ الشَّمسُ، فلا تُرتَجُ حتى يُصَلَّى الظُّهرُ، فأُحِبُّ أنْ يَصعَدَ لي إلى السَّماءِ خَيرٌ).
٥.وَفِيْ الْحَدِيْثِ الْحَسَنِ، اَلَّذِي أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد:(أربعٌ قبلَ الظُّهرِ ليس فيهنَّ تسليمٌ تُفتحُ لهنَّ أبوابُ السَّماءِ).
٦.وَفِيْ الْحَدِيْثِ الصَّحِيحِ، اَلَّذِي رَوَاهُ أَحْمَدٌ وَغَيْرَهُ:(كان يُدْمِنُ أربعَ ركعاتٍ عندَ زَوَالِ الشمسِ. فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إِنَّكَ تُدْمِنُ هذه الأربعَ ركعاتٍ عندَ زَوَالِ الشمسِ؟ فقال: إِنَّ أبوابَ السَّماءِ تُفْتَحُ عندَ زَوَالِ الشمسِ فلا تُرْتَجُ حتى يُصلَّى الظهْرُ ، فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لي في تِلْكَ السَّاعَةِ خَيْر . قُلْتُ: أَفي كلِّهِنَّ قِرَاءَةٌ؟ قال: نَعَمْ . قُلْتُ : هل فيهِنَّ تَسْلِيمٌ فَاصِلٌ ؟ قال : لا).
٧.وَفِيْ الْحَدِيْثِ الْحَسَنِ لِغَيْرِهِ كَمَا رَوَاهُ أَحْمَدٌ:(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي أربعًا قبلَ الظهرِ، يُطيلُ فيهِنَّ القيامَ، ويُحسِنُ فيهِنَّ الركوعَ والسجودَ.
٨.(أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ لا يَدَعُ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ). رواه البخاري.
٩.وَفِيْ الْحَدِيْثِ اَلَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ:( كان رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، (يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، وبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ ).
١٠.وفي الأثر الصحيح، كان ابن عمر رضي الله عنهما:( يصلي ثماني ركعات قبل الظهر).
١١.وَفِيْ الأَثَرِ الْحَسَنِ ، قَالَ عَبدُ اللهِ:( ليس شَيءٌ يَعدِلُ صَلاةَ اللَّيلِ مِن صَلاةِ النَّهارِ إلَّا أربَعًا قَبلَ الظُّهرِ، وفَضلُهُنَّ على صَلاةِ النَّهارِ كفَضلِ صَلاةِ الجَماعةِ على صَلاةِ الوَحدةِ).
١٢.وَخُلَاصَةُ الأَمْرِ:( فالسنة أن يصلي، أربع ركعات، قبل الظهر وأربع ركعات بعدها، والأفضل أن تصلي ركعتين، ركعتين، وإن صلاها بتسليمة واحدة، فلا بأس، وإن كان الأحوط والأرجع ان تكون، مثني، مثني ).
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.
****************************
———— الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:—————
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ ...... فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
عِبَادَ اَللَّهِ ؛ اِتَّقُوا اَللَّهَ حَقَّ اَلتَّقْوَى، وَاعْلَمُوا بِأَنَّ اَلْمَسْؤُولِيَّةَ اَلْمُلْقَاةُ عَلَى عَوَاتِقِنَا عَظِيمَة، مَسْؤُولِيَّة حِمَايَةِ أَبْنَائِنَا ، وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا مِنَ اَلِانْحِرَافَاتِ اَلْفِكْرِيَّةِ وَالْعَقَدِيَّةِ ، وَمِنَ اَلِانْحِرَافَاتِ اَلْأَخْلَاقِيَّةِ ، فَعَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَقُومَ بِمَا أَمَرَهُ اَللَّهُ أَنْ يَقُومَ بِهِ ، بِحِمَايَةِ هَذِهِ اَلنَّاشِئَةِ مِنْ جَمِيعِ اَلِانْحِرَافَاتِ اَلَّتِي تُؤَثِّرُ عَلَى أُمُورِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ .أَوْ تَضُرُّ بِبِلَادِهِمْ، جَعَلَهُمْ رَبِّي قُرَّةَ أَعْيُنٍ لَنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا،
اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ،اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.