|

30 جمادى الأول 1446 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقال بعنوان:صفات وسمات الخوارج بقلم الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي: عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبعد :

القسم الأول: صفات الخوارج:
1- صغر السن و السفه:
فهم في غالبهم شباب صغار، يقل بينهم وجود الشيوخ والكبار من ذوي الخبرة والتجارب ، قال ﷺ ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام، كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ) أخرجه البخاري 3611 ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/287): "‏وَالْحَدَثُ: هُوَ الصَّغِيرُ السِّنِّ" ، قال النووي: "يُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ التَّثَبُّتَ وَقُوَّةَ الْبَصِيرَةِ تَكُونُ عِنْدَ كَمَالِ السِّنِّ وَكَثْرَةِ التَّجَارِبِ وَقُوَّةِ الْعَقْلِ"، نقله عنه الحافظ في الفتح.
2-الخروج على حين فرقة من الناس:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  ، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ويَخْرُجُونَ علَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ ) قالَ أَبُو سَعِيدٍ: "فأشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هذا الحَدِيثَ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَشْهَدُ أنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وأَنَا معهُ" ، البخاري ( ٣٦١٠ ) ومسلم ( ١٠٦٤ ) وما ظهورهم في بعض الدول إلا حينما تفرقت تلك البلدان، وكذلك أسلافهم ما ظهروا وذاع أمرهم إلا حين مقتل عثمان رضي الله عنه، وبعده حينما حصل الاختلاف بين بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
3- الغرور والتَّعالي:
فالخوارج يُعرفون بالكبر والتعالي على عباد الله، والإعجاب بأنفسهم وأعمالهم، ولذلك يُكثرون من التفاخر بما قدموه وما فعلوه، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمُ النَّاسُ، وَتُعْجِبَهُمْ نُفُوسُهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ) رواه أحمد في مسنده (٢٠/٢٤٣)
4- اتخاذهم شعاراً يتميزون به عن سائر الناس: فهم لهم في كل زمان ومكان شعار يتميزون به، فقد يكون في الراية أو لون اللبس، أو هيئتهم، أو غير ذلك، فقد كان شعارهم في عهد علي رضي الله عنه حلق شعر رؤوسهم كما أخبر عنهم رسول الله فقال: ( سيماهم التحليق ) البخاري ٧٥٦٢/٩/١٦٢
قال شيخ الإسلام: "وهذه السمة سمة أولهم، كما كان ذو الثدية لا أن هذا وصف لازم لهم " مجموع الفتوى٢٨/٤٩٧، قال القرطبي:(سيماهم التحليق) أي جعلوا ذلك علامة لهم على رفضهم زينة الدنيا، وشعاراً ليعرفوا به( المفهم:٣/١١٤-١١٥) .
5- الكلام الحسن المنمَّق:
فكلامهم حسن جميل، لا ينازع أحد في حلاوته وبلاغته، فهم أصحاب منطق وجدل، يدعون لتحكيم الشريعة، وأن يكون الحكم لله، وأن يحاربوا أهل الردّه، وهم بخلاف ذلك، قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ)
( مسند الإمام أحمد: ١٣٣٣٨/٢١/٥١) ( سنن أبي داود:٤٧٦٥/٥/٨٠)
6- الدعوة للمظاهرات في البلاد الاسلامية للاحتجاج على الحكام
7- الدعوة للإضراب عن الطعام والشراب في بلاد الإسلام

القسم الثاني: سمات الخوارج:
1 - تجويزهم على النبي ما لا يجوز في حقه كالجور:
قال ابن تيميّة: "والخوارج جوّزوا على الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أن يجور ويضل في سُنته، ولم يُوجِبوا طاعته ومتابعته وإنما صدّقوه فيما بلَّغه من القرآن دون ما شرعه من السُّنة التي تخالف بزعمهم ظاهر القرآن، وغالب أهل البدع والخوارج يتابعونهم في الحقيقة على هذا، فإنهم يرون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو قال بخلاف مقالتهم لما اتبعوه، وإنما يدفعون عن نفوسهم الحجة، إما برد النقل، وإما بتأويل المنقول، فيطعنون تارةً في الإسناد، وتارةً في المتن، وإلا فهم ليسوا متبعين ولا مؤتمين بحقيقة السُّنة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، بل ولا بحقيقة القرآن .
2- سوء الفهم للقرآن :
فهم يكثرون من قراءة القرآن والاستدلال به، لكن دون فقه وعلم، بل يضعون آياته في غير موضعها
قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم) (رواه مسلم: ١٠٦٦/٣/١١٤) وقال شيخ الإسلام: "وكانت البدع الأولى مثل بدعة الخوارج، إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب" (مجموع الفتوى١٣/٣٠) ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : ( انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين ) رواه البخاري في باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم .
3- الضعف في فقه الدين :
قال النبي ﷺ : ( يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) أي لا يدخل إلى قلوبهم، ولا يعقلونه، ولا يفهمونه، إنما يتلون حروفه على حناجرهم، ولا يتجاوزه إلى قلوبهم .
4- شق عصا الطاعة :
قال ابن تيميّة رحمه الله: "فهؤلاء من ضلالهم اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارِجون عن العدل، وأنهم ضالون، وهذا مأخذ الخارجين عن السنُّة من الرافضة ونحوهم، ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفرًا، ثم يرتبون على الكفر أحكامًا ابتدعوها، هذا وقد شقوا عصا الطاعة وسعوا في تفريق كلمة المسلمين" (مجموع الفتوى ٢٨/٤٩٧) ، ويوضح ذلك موقفهم مع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حيث تخلّوا عنه وخالفوه في أحرج المواقف، وعصوا أمره .
5- الطعن في الأُمراء، والشهادة عليهم بالضلال:
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : ( وَيْلَكَ ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟! قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ... ) رواه البخاري (3610) ومسلم (1064) .
6- التكفير بالذنوب :
قال ابن تيميّة : "والفرق الثاني في الخوارج وأهل البدع أنهم يُكفِّرون بالذنوب والسيئات، ويترتَّب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار حرب، ودارهم هي دار الإيمان، وكذلك يقول جمهور الرافضة" ، وقال ابن كثير: "فجعلوا يقتلون النساء والولدان  ويبقرون بطون الحبالى، ويفعلوا أفعالًا لم يفعلها غيرهم" .
7- التكفير واستباحة الدماء :
قال شيخ الإسلام:
" هذا أعظم ما ذم به النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج" (مجموع الفتوى:٢٨/٥٢٨)
وسبب قتلهم لأهل الإسلام تكفيرهم لهم ، قال القرطبي: "وذلك أنهم لما حكموا بكفر من خرجوا عليه من المسلمين استباحوا دماءهم(المفهم:٣/١١٤-١١٥) ، وقال السفَّاريني عند كلامه عن آراء نافع ابن عبدالله الأزرق الخارجي والذي تنسب إليه فرقة الأزارقة الخارجية : " ومنها أنه كفّر من لم يقل برأيه واستحل دمه " لوامع الأنوار البهية ١ / ٨٦ .
8- لا يرون لأهل العلم الفضل و المكانة :
 إسقاط مكانة العلماء إذا خالفوا رأيهم ومنهجهم، ولذا زعموا أنهم أعلم من علي بن أبي طالب، و ابن عباس، و سائر الصحابة، وحصل منهم من الأذية للصحابة ما حصل، وكذلك مع علماء التابعين، فإن الحسن البصري أبى مسايرة أتباع ابن الأشعث في الخروج على الحجاج بن يوسف الثقفي، الحاكم الظالم المعروف، ونهاهم عن قتاله، فلما رأوا أن الحسن لا يجاريهم في باطلهم، خرجوا من عنده وهم يقولون : أنطيع هذا العلج ؟ وعيّروه بأنه رجل من الموالي، وكانت عاقبتهم بأن قُتلوا جميعاً، وزاد تسلط الحجاج عليهم وبطشه) ( انظر: طبقات ابن سعد ٧ / ١٦٣ )
وهكذا فعلوا مع علماء زماننا هذا، كالشيخ ابن باز وابن عثيمين وغيرهم، فإن بعضهم كفّر هيئة كبار العلماء في أحداث تحرير الكويت، وكان فيها ابن باز وابن عثيمين وغيرهم من العلماء الذين لا يتسع المقام لذكرهم هنا، وكانوا يقولون عنهم: ( علماء سلاطين ) و ( علماء حيض ونفاس ) و ( وما عندهم فقه للواقع ) و ( مداهنون ) وغير ذلك، وكل هذا بسبب أنهم كانوا على خلاف رأيهم ومنهجهم، وأنهم وقفوا مع الولاة وقفة حق وصدق .
9- التعمق في الدين حتى الخروج منه :
كما قال ﷺ عن ذي الخويصرة :( دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين، حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ١١ / ٦١٤ وهو صحيح ) ، قال تعالى: { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا •الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } جاء عن علي رضي الله عنه في هذه الآية عندما سأله عنها أحد من تأثر بالخوارج، فقال علي له : ( أنتم يا أهل حروراء ) أي أنتم يا خوارج منهم، فحروراء كانت موطنهم، ولذلك سُمّوا أيضاً بالحرورية، وصدق رضي الله عنه ( أخرج هذا الأثر الطبري في تفسيره ) .
10- قتل أهل الإيمان ودعوة أهل الأوثان :
كما قال ﷺ : ( يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )أخرجه البخاري ٣٣٤٤ ومسلم ١٠٦٤
وكما قال ابن عمر رضي الله عنه : ( انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين ) رواه البخاري في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم .
11- لا يرون إمامة الإمام الظالم :
مع أن أحاديث الرسول ﷺ في الصبر على جور الحكام واستئثارهم، مليئة في كتب السنة، ولكن { ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور }، ويقولون بوجوب قتاله، ومن رضي بحكمه، ومن عاونه، ومن صار دليلاً له، ولذلك تجدهم يستحلون قتل رجال الأمن والشرطة بحجة أنهم أعوان الظلمة وجنودهم .
12- الإجتهاد والإكثار من العبادة :
كما قال ﷺ :( ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، و لاقراءتكم إلى قراءتهم بشيء )) أخرجه مسلم ١٠٦٦  وفي روايه ( تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم ) أخرجه البخاري ٦٩٣١ ومسلم ١٠٦٤  ، قال الإمام الآجري رحمه الله: "فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلا كان الإمام أو جائراً، فخرج وجمع جماعة، وسلّ سيفه، واستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج " كتاب: الشريعة ١ / ٣٤٥، فقد جاء البيان في الحديث: ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم ) رواه البخاري:( ٣٦١٠/٤/٢٠٠) ومسلم(١٠٦٥/ ٣/١١٢)
لقوله صلى الله عليه وسلم، حينما استأذنه عمر رضي الله عنه في ضرب عنق ذي الخويصرة، فقال له: ((( دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ )) أخرجه البخاري (3610) ومسلم (1064) .
13-  كثرة الاختلاف فيما بينهم :
فلذلك كثرت فرقهم، وخرج بعضهم على بعض، فصار منهم الأزارقة والإباضية والنَجَدات، وغير ذلك من الفرق، وهذا كما نراهم اليوم يتقاتلون فيما بينهم، ويكفر بعضهم بعضا .
14- إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :قال الإمام الآجري : " ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى أي: الخوارج،  واجتمعوا، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى قدموا المدينة فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه " كتاب: الشريعة ١ / ٣٢٧ .
15- القول من خير قول البرية :
فتجدهم يستدلون بالكتاب والسنة وبكلام أهل العلم، مع أن الكلام عليهم وليس لهم، كما قال ﷺ : (( يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم )) ( أخرجه مسلم ١٠٦٦ ) .
16-عدم تأثرهم بالنصح و الوعظ، اعتزازاً بنفسهم وما أصابهم من غرور ، ويظهر جلياً في المناظرات التي تجري بينهم وبين غيرهم من المناصحين، سواءً من الصحابة أو غيرهم.
١٧-أنهم يأخذون من الأدلة ما يوافق أهواءهم، ويرفضون ما يفضحهم ويكشفهم على حقيقتهم، ويظهر ذلك جلياً في سؤال أحد الخوارج عن عثمان رضي الله عنه، حيث سألوه هل تعلم أن عثمان لم يشهد معركة بدر؟ كما في الحديث روى البخاري في صحيحه
"جاءَ رَجُلٌ مِن أهْلِ مِصْرَ حَجَّ البَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فقالَ: مَن هَؤُلاءِ القَوْمُ؟ فقالوا هَؤُلاءِ قُرَيْشٌ، قالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فيهم؟ قالوا: عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، قالَ: يا ابْنَ عُمَرَ، إنِّي سائِلُكَ عن شيءٍ فَحَدِّثْنِي، هلْ تَعْلَمُ أنَّ عُثْمانَ فَرَّ يَومَ أُحُدٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: تَعْلَمُ أنَّه تَغَيَّبَ عن بَدْرٍ ولَمْ يَشْهَدْ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: تَعْلَمُ أنَّه تَغَيَّبَ عن بَيْعَةِ الرِّضْوانِ فَلَمْ يَشْهَدْها؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ، قالَ: ابنُ عُمَرَ: تَعالَ أُبَيِّنْ لَكَ، أمَّا فِرارُهُ يَومَ أُحُدٍ، فأشْهَدُ أنَّ اللَّهَ عَفا عنْه وغَفَرَ له، وأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَدْرٍ فإنَّه كانَتْ تَحْتَهُ بنْتُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَتْ مَرِيضَةً، فقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكَ أجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وسَهْمَهُ وأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَيْعَةِ الرِّضْوانِ، فلوْ كانَ أحَدٌ أعَزَّ ببَطْنِ مَكَّةَ مِن عُثْمانَ لَبَعَثَهُ مَكانَهُ، فَبَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُثْمانَ وكانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوانِ بَعْدَ ما ذَهَبَ عُثْمانُ إلى مَكَّةَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ اليُمْنَى: هذِه يَدُ عُثْمانَ. فَضَرَبَ بها علَى يَدِهِ، فقالَ: هذِه لِعُثْمانَ فقالَ له ابنُ عُمَرَ اذْهَبْ بها الآنَ معكَ". رواه البخاري برقم 3698
فيلحظ من هذا الحديث أنهم سألوا لا ليستفيدوا، وإنما لما يوافق أهواءهم منهم، فإنهم لذلك نجده كبرا حينما أخذ من ابن عمر ما يوافق هواه، ولو كان باحثاً عن الحق لتراجع عن باطلة.
١٨ـ أن لديهم عملاً بلا عمل ، قال النبي ﷺ : (يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ).
في الصحيحين برقم ٣٦١٠ ،وهذا دليل على أن عندهم عبادة بلا علم، قال النووي رحمه الله:( المراد أنه ليس لهم فيه حظ إلا مروره على ألسنتهم، فضلاً عن ما يصل الى قلوبهم؛  لأنه مطلوب تدبره وتعقله). المنهاج شرح مسلم للحجاج
١٩-غرورهم حيث قالوا: أنهم يقرؤون القرآن، ويحسبون أنه لهم، وهو عليهم). مسلم ١٠٦٦
ومن غرورهم: أنهم  يرون أنهم اصحاب الحق، وغيرهم على باطل مع أنهم هم أهل الباطل
٢٠- أنهم قاصرو النظر، ولاينظرون لمآلات الأمور : بسبب ضعف عقولهم، وهم قاصرين النظر والإدراك، وهذا دليل علي أن عقولهم ردية؛ويظهر ذلك بما ترتب على أفعالهم الشنيعة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وآثارها السيئة على الإسلام والمسلمين، ومع مرور عشرين عام عليها مازلنا نعيش آثارها.
٢١- أنهم لا يتثبتون عند وصول الأخبار إليهم، ويحكمون بناءً على ما وصلهم من الأخبار
٢٢-ومن سماتهم : عدم الرجوع عن الباطل، ولو ظهر لهم الحق ، ويظهر ذلك جليًا في قصّتهم مع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - :
حيث ورد في الخبر (أن عثمان رضي الله عنه دعى القوم السبئيين إلى عرض ما عندهم من شبهات  وإظهار ما يرونه من أخطاء وتجاوزات ومخالفات وقع هو فيها،-من وجهة نظرهم-وكانت في المسجد على مرأى ومسمع من الصحابة والمسلمين، فتكلم السبئيون وعرضوا الأخطاء التي ارتكبها عثمان رضي الله عنه  - على حد زعمهم-, وقام عثمان رضي الله عنه بالرد عليها  بالبيان والإيضاح وقدم حججه وأدلته فيما فعل، والمسلمون المنصفون يسمعون، وأورد عثمان ما أخذوه عليه، ثم بين حقيقة الأمر ودافع عن حسن فعله، وأشهد معه الصحابة الجالسين في المسجد .
الأول :قالوا: إني أتممت الصلاة في السفر، وما أتمها قبلي رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر، لقد أتممت الصلاة لما سافرت من المدينة إلى مكة، ومكة بلد فيها أهلي، فأنا مقيم بين أهلي، ولست مسافرا، أكذلك؟ فقال الصحابة: اللهم نعم.
الثانية:وقالوا: إني حميت حمى، وضيَّقت على المسلمين، وجعلت أرضاً واسعة خاصة لرعي إبلي، ولقد كان الحمى قبلي لإبل الصدقة والجهاد، حيث جعل الحمى كل من رسول الله وأبي بكر وعمر، وأنا زدت فيه لما كثرت إبل الصدقة والجهاد، ثم لم نمنع ماشية فقراء المسلمين من الرعي في ذلك الحمى، وما حميت لماشيتي، ولما وليت الخلافة كنت من أكثر المسلمين إبلا وغنما، وقد أنفقتها كلها، ومالي الآن ثاغية ولا راغية، ولم يبق لي إلا بعيران، خصصتهما لحجي، أكذلك؟ فقال الصحابة: اللهم نعم.الثالثة:وقالوا: إني أبقيت نسخة واحدة من المصاحف، وحرقت ما سواها، وجمعت الناس على مصحف واحد، ألا إن القرآن كلام الله، من عند الله، وهو واحد، ولم أفعل سوى أن جمعت المسلمين على القرآن، ونهيتهم عن الاختلاف فيه، وأنا في فعلي هذا تابع لما فعله أبو بكر، لما جمع القرآن، أكذلك؟ فقال الصحابة: اللهم نعم.
الرابعة:وقالوا: إني رددت الحكم بن أبي العاص إلى المدينة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاه إلى الطائف، إن الحكم بن العاص مكي، وليس مدنياً، وقد سيره رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف، وأعاده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعدما رضي عنه، فالرسول صلى الله عليه وسلم سيره إلى الطائف، وهو الذي رده وأعاده، أكذلك؟ فقال الصحابة: اللهم نعم.
الخامسة:وقالوا: إني استعملت الأحداث، ووليت الشباب صغار السن، ولم أولِّ إلا رجلاً فاضلاً محتملاً مرضياً، وهؤلاء الناس أهل عملهم فسلوهم عنهم. ولقد ولى الذين من قبلي من هم أحدث منهم، وأصغر منهم سنا، ولقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، وهو أصغر ممن وليته، وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشد مما قالوا لي، أكذلك؟ قال الصحابة: اللهم نعم، إن هؤلاء الناس يعيبون للناس ما لا يفسرونه ولا يوضحونه.
السادسة:وقالوا: إني أعطيت عبد الله بن سعد بن أبي السرح ما أفاء الله به، وإنما أعطيته خمس الخمس -وكان مئة ألف- لما فتح أفريقية، جزاء جهده، وقد قلت له: إن فتح الله عليك أفريقية فلك خمس الخمس من الغنيمة نفلا، وقد فعلها قبلي أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- ومع ذلك قال لي الجنود المجاهدون: إنا نكره أن تعطيه خمس الخمس ولا يحق لهم الاعتراض والرفض، فأخذت خمس الخمس من ابن سعد ورددته على الجنود، وبذلك لم يأخذ ابن سعد شيئا، أكذلك؟ قال الصحابة: اللهم نعم.
السابعة: وقالوا: إني أحب أهل بيتي وأعطيهم، فأما حبي لأهل بيتي فإنه لم يحملني على أن أميل معهم إلى جور وظلم الآخرين، بل أحمل الحقوق عليهم، وآخذ الحق منهم، وأما إعطاؤهم فإني أعطيهم من مالي الخاص، وليس من أموال المسلمين، لأني لا أستحل أموال المسلمين، ولا لأحد من الناس. ولقد كنت أعطي العطية الكبيرة الرغيبة من صلب مالي أزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأنا يومئذ شحيح حريص، أفحين أتيت على أسنان أهل بيتي، وفني عمري، وجعلت مالي الذي لي لأهلي وأقاربي، قال الملحدون ما قالوا؟ وإني والله ما أخذت من مصر من أمصار المسلمين مالاً ولا فضلاً، ولقد رددت على تلك الأمصار الأموال، ولم يحضروا إلى المدينة إلا الأخماس من الغنائم، ولقد تولى المسلمون تقسيم تلك الأخماس، ووضعها في أهلها، ووالله ما أخذت من تلك الأخماس وغيرها فِلْسًا فما فوقه، وإنني لا آكل إلا من مالي، ولا أعطي أهلي إلا من مالي.
الثامنة:وقالوا: إني أعطيت الأرض المفتوحة لرجال معينين، وإن هذه الأرضين المفتوحة قد اشترك في فتحها المهاجرون والأنصار وغيرهم من المجاهدين، ولما قسمت هذه الأراضي على المجاهدين الفاتحين، منهم من أقام بها واستقر فيها، ومنهم من رجع إلى أهله في المدينة أو غيرها، وبقيت تلك الأرض ملكاً له، وقد باع بعضهم تلك الأراضي، وكان ثمنها في أيديهم.
وبذلك أورد عثمان أهم الاعتراضات التي أثيرت عليه، وتولي توضيحها، وبيان وجه الحق فيها. وترى من ذلك الدفاع المحكم الذي دافع به عثمان بن عفان , وساجل الصحابة فيه، وذاكرهم إياه صورة لما كان يجري من النقد المر العنيف،  وما كان يشيعه السبئيون من قالة السوء، وما يعملون على ترويجه من باطل مزيف، فقد أجمل ذكر الاعتراضات التي كانوا يعترضون بها عليه، وبيَّن وجه الحق فيما يفعل، وأنه كان على بينة من أمره وعلى حجة من دينه، ولكنهم مغرضون لا يريدون رشادا، ولا يبغون سدادا، فمجادلته لهم مجادلة رجل مخلص مع آخر يتربص به الدوائر، ويتسقط هفواته لينفذ أغراضا, ويلقى في نفوس الناس عنه إعراضا، ومن كان شأنه كذلك لا تقنعه الحجة، ولا يهديه الدليل، ومن يضلل الله فلا هادي له.وقد سمع كلامه وتوضيحه زعماء أهل الفتنة الذين بجانب المنبر، كما سمعه الصحابة الكرام، ومن معهم من المسلمين الصالحين، وتأثر المسلمون بكلام عثمان وبيانه وتوضيحه وصدقوه فيما قال، وازدادوا له حبًّا، وأما السبئيون دعاة الفتنة والفرقة، فلم يتأثروا بذلك ولم يتراجعوا؛ لأنهم لم يكونوا باحثين عن حق، ولا راغبين في خير، إنما كان هدفهم الفتنة، والكيد للإسلام والمسلمين. وقد أشار الصحابة والمسلمون على عثمان بقتل أولئك السبئيين (زعماء الفتنة) بسبب ما ظهر من كذبهم وتزويرهم وحقدهم، بل أصروا عليه في قتلهم، ليتخلص المسلمون من شرهم، وتستقر بلاد المسلمين، ويقضي على الفتنة التي يثيرها هؤلاء وأتباعهم، ولكن عثمان كان له رأي آخر وتحليل مغاير، فآثر أن يتركهم، ورأى عدم قتلهم محاولة منه لتأخير وقوع الفتنة، ولم يتخذ عثمان ضد السبئيين القادمين من مصر والكوفة والبصرة أي إجراء مع علمه بما يخططون ويريدون، وتركهم يغادرون المدينة ويعودون إلى بلادهم.)انظر: خبر هذه الحوار في: تاريخ الطبري ( 2 / 651 )وتاريخ مدينة دمشق ( 39 / 314 )

٢٣-حب الأموال.  ولذلك دائماً يرفعون شعار العدالة الاجتماعية، ومما يدل على محبتهم للأموال مايلي:
أولاً: استدلالهم بالخبر المكذوب على سلمان الفارسي رضي الله عنه؛وذلك بأنه لما قال عمر رضي الله عنه على المنبر: (اسمعوا واطيعوا) فقال سلمان رضي الله عنه:( لاسمع ولاطاعة) فقال له عمر رضي الله عنه: (لم؟ ) قال: ( تعطي الناس من رداء واحد؛ وتلبس ردائين )وهذا الخبر المكذوب ؛ماتجد داعية شر إلا واستند  عليه؛ ولاداعية فتنة وشاق لعصا الطاعة؛ إلا وجعله أصله ومعتمده؛ حتى أصبحت خطبهم ومقالاتهم وكتبهم مليئة بهذا الأثر، وهو لو صح لما جاز أن يعارض بالأحاديث الصحيحة التي توجب السمع والطاعة لولي  الأمر في غير معصية الله ، فكيف وهو لايصح ؟!
والرد عليها من وجوه:
الوجه الأول: أن سلمان رضي الله عنه أجل وأعظم من أن لايسمع لإمامه بسبب ثوب !
الوجه الثاني: أن سلمان رضي الله عنه صحابي جليل، يعلم أن السمع والطاعة لولي الأمر واجبة ما أقاموا فينا الصلاة
الوجه الثالث: أن سلمان رضي الله عنه يعلم أن طاعة ولي الأمر في غير معصية الله واجبة
الوجه الرابع: أن سلمان رضي الله عنه أعظم وأجل من اي يشك بعمر رضي الله عنه
الوجه الخامس: أن عمر رضي الله عنه أعظم وأجل من أن يشك به
الوجه السادس: أن سلمان رضي الله عنه أعظم وأجل من أن ينصح لأميره علناً
الوجه السابع: أن سلمان رضي الله عنه أعظم وأجل من أنه لا يتبين، فهل يعقل أن يظن بأن هذا اللباس الذي على عمر ليس من العطاء؟ وأنه من ملكه الخاص! أو وهب له! أو أهدي له ؟!
الوجه الثامن: أنه لم يكن من نهج الصحابة ولا التابعين مناقشة ولي الأمر فيما يخص الأموال، لعلمهم أنه أدرى بالمصلحة إذا لم تكن تلك الأموال حقوق لهم يطالبون بها!
وبهذا يتبين أنهم رغاب دنيا، فجعلوا هذا الصحابي الجليل سلمان رضي الله عنه يرفض السمع والطاعة بسبب القماش!
ثانياً: أن من دقة فقه الإمام مسلم أنه جعل أخبار الخوارج في كتاب الزكاة . قال الإمام النووي
ثالثاً:أن أول خارجي في الإسلام خرج بسبب حب المال، واتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بغير العدل والخبر )رواه البخاري برقم 3610 ومسلم برقم 1064
٢٤-أنهم يعمدون على تكفير المسلمين بناء على أدلة نزلت بالكافرين، قال ابن عمر رضي الله عنهما :(انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين) رواه البخاري معلقاً في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة (٩/١٦)
٢٥-أن ليس فيهم عالم واحد؛ وابحث في جميع كتب الأمة التي نفع الله بها:من الأئمة الذين جمعوا الأحاديث؛ أو فسروا القرآن؛ أو دونوا الفقه؛ أو من له أثر بارز بالأمة كان منهم،
ومما يدل على وضوح هذه السمة أنه مع خروجهم في زمن الصحابة لم ينطوي تحت قيادتهم صحابي واحد؛ وقد حجهم ابن عباس رضي الله عنه في ذلك وقال
(جئتكم من عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وليس فيكم منهم أحد، ومن عند ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم )انظر: مصنف عبدالرزاق 10/157-160 وجامع بيان العلم 126 /2-128 وأورد بعضها أحمد في المسند انظر: 3187
٢٦-من سماتهم البارزة رفع شعار الحاكمية؛ حتى أصبح شغلهم الشاغل ؛ولاغرابة في ذلك فقد رفع أسلافهم من قبل هذا الشعار، وذلك مما رواه مسلم( أن حرورية لما خرجت على علي قالوا لا حكم إلا لله )انظر: صحيح مسلم رقم 1066 حتى أنهم من كثرة ترديدهم لهذا الشعار سماهم أهل السنة والجماعة من باب القدح بهم المحكمة، فيردون في كتب التفسير، والفقه، والأحاديث، والعقائد، قال في المحكمة كذا، وقال أهل السنة كذا.
٢٧ -تكفير كل من خالفهم في الرأي
٢٨- من سماتهم المعاصرة التي لم يسبقهم إليها أحد؛ تدمير المساجد وتفجيرها، وهذه السمة الخبيثة لا توجد في غير خوارج هذا العصر.
٢٩- أنهم يحكمون على ديار الإسلام بالكفر؛ قال الإسماعيلي رحمنا الله وإياه: "وأهل الحديث يرون أن الدار دار الإسلام، مادام النداء بالصلاة والإقامة ظاهرين، وأهله ممكنين منها آمنين" ينظر اعتقاد أئمة الحديث ص ٧٦ للإسماعيلي  
قال شيخ الإسلام رحمنا الله وإياه : "وكل أرض سكانها المؤمنون المتقين، هي دار أولياء الله في ذلك الوقت، وكل أرض سكانها الكفار، فهي دار كفر في ذلك الوقت" مجموع الفتاوى ١٨/٢٨٢
٣٠- قتلٌ رجال الأمن والقضاة والحكام الذين تعاملون معهم ، وما قتل وكيل أمارة منطقة الجوف، والشرطة، وقاضي المنطقة منا ببعيد، وذلك من أجل أن يرهبوا في عقولهم الفاسدة ورجال الأمن والقضاة، وهذه الأعمال لاتزيدهم إلا صلابه ؛ لازدياد يقينهم أن هؤلاء على غير شرع الله.  
٣١-  قيامهم بعمل الاغتيالات، ويستدلون بقتل محمد بن مسلمة رضي الله عنه ؛ لكعب الأشراف، وقتل بعض الصحابة لأبي رافع، والخبرين في الصحيح ونص هذا الخبرين
أولاً: أن النبي ﷺ قال: (( مَن لِكَعْبِ بنِ الأشْرَفِ، فإنَّه قدْ آذَى اللَّهَ ورَسولَهُ، فَقامَ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُحِبُّ أنْ أقْتُلَهُ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَأْذَنْ لي أنْ أقُولَ شيئًا، قالَ: قُلْ، فأتاهُ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ فقالَ: إنَّ هذا الرَّجُلَ قدْ سَأَلَنا صَدَقَةً، وإنَّه قدْ عَنَّانا وإنِّي قدْ أتَيْتُكَ أسْتَسْلِفُكَ، قالَ: وأَيْضًا واللَّهِ لَتَمَلُّنَّهُ، قالَ: إنَّا قَدِ اتَّبَعْناهُ، فلا نُحِبُّ أنْ نَدَعَهُ حتَّى نَنْظُرَ إلى أيِّ شيءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وقدْ أرَدْنا أنْ تُسْلِفَنا وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ - وحَدَّثَنا عَمْرٌو غيرَ مَرَّةٍ فَلَمْ يَذْكُرْ وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ أوْ: فَقُلتُ له: فيه وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ؟ فقالَ: أُرَى فيه وسْقًا أوْ وسْقَيْنِ - فقالَ: نَعَمِ، ارْهَنُونِي، قالوا: أيَّ شيءٍ تُرِيدُ؟ قالَ: ارْهَنُونِي نِساءَكُمْ، قالوا: كيفَ نَرْهَنُكَ نِساءَنا وأَنْتَ أجْمَلُ العَرَبِ، قالَ: فارْهَنُونِي أبْناءَكُمْ، قالوا: كيفَ نَرْهَنُكَ أبْناءَنا، فيُسَبُّ أحَدُهُمْ، فيُقالُ: رُهِنَ بوَسْقٍ أوْ وسْقَيْنِ، هذا عارٌ عَلَيْنا، ولَكِنَّا نَرْهَنُكَ اللَّأْمَةَ - قالَ سُفْيانُ: يَعْنِي السِّلاحَ - فَواعَدَهُ أنْ يَأْتِيَهُ، فَجاءَهُ لَيْلًا ومعهُ أبو نائِلَةَ، وهو أخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضاعَةِ، فَدَعاهُمْ إلى الحِصْنِ، فَنَزَلَ إليهِم، فقالَتْ له امْرَأَتُهُ: أيْنَ تَخْرُجُ هذِه السَّاعَةَ؟ فقالَ إنَّما هو مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ، وأَخِي أبو نائِلَةَ، وقالَ غَيْرُ عَمْرٍو، قالَتْ: أسْمَعُ صَوْتًا كَأنَّهُ يَقْطُرُ منه الدَّمُ، قالَ: إنَّما هو أخِي مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ ورَضِيعِي أبو نائِلَةَ إنَّ الكَرِيمَ لو دُعِيَ إلى طَعْنَةٍ بلَيْلٍ لَأَجابَ، قالَ: ويُدْخِلُ مُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ معهُ رَجُلَيْنِ - قيلَ لِسُفْيانَ: سَمَّاهُمْ عَمْرٌو؟ قالَ: سَمَّى بَعْضَهُمْ - قالَ عَمْرٌو: جاءَ معهُ برَجُلَيْنِ، وقالَ: غَيْرُ عَمْرٍو: أبو عَبْسِ بنُ جَبْرٍ، والحارِثُ بنُ أوْسٍ، وعَبَّادُ بنُ بشْرٍ، قالَ عَمْرٌو: جاءَ معهُ برَجُلَيْنِ، فقالَ: إذا ما جاءَ فإنِّي قائِلٌ بشَعَرِهِ فأشَمُّهُ، فإذا رَأَيْتُمُونِي اسْتَمْكَنْتُ مِن رَأْسِهِ، فَدُونَكُمْ فاضْرِبُوهُ، وقالَ مَرَّةً: ثُمَّ أُشِمُّكُمْ، فَنَزَلَ إليهِم مُتَوَشِّحًا وهو يَنْفَحُ منه رِيحُ الطِّيبِ، فقالَ: ما رَأَيْتُ كاليَومِ رِيحًا، أيْ أطْيَبَ، وقالَ غَيْرُ عَمْرٍو: قالَ: عِندِي أعْطَرُ نِساءِ العَرَبِ وأَكْمَلُ العَرَبِ، قالَ عَمْرٌو: فقالَ أتَأْذَنُ لي أنْ أشُمَّ رَأْسَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، فَشَمَّهُ ثُمَّ أشَمَّ أصْحابَهُ، ثُمَّ قالَ: أتَأْذَنُ لِي؟ قالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ منه، قالَ: دُونَكُمْ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أتَوُا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرُوهُ ))رواه البخاري برقم ٤٠٣٧
ثانياً:وخبر أبي رافع (( بَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَهْطًا مِنَ الأنْصَارِ إلى أبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عليه عبدُ اللَّهِ بنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ لَيْلًا فَقَتَلَهُ وهو نَائِمٌ ))رواه البخاري  برقم ٣٠٣٢
والرد علي هذه الشبهه التي هي أهون من بيت العنكبوت: -أن قتل كعب وأبي رافع كحكم شرعي أصدره النبي ﷺ ،وما دور الصحابة حينئذ إلا التفيذ. ويؤكد ذلك لما أمر الرسول ﷺ أنس رضي الله عنه أن يرجم المرأة التي زنت،  فاعترفت ورجمها كما في الحديث، أن النبي  ﷺ قال:(( واغْدُ يا أُنَيْسُ علَى امْرَأَةِ هذا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا، فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا )) رواه البخاري برقم ٦٨٢٧ فهل يسمون فعل أنس رضي الله عنه اغتيال، أو يفرقون بين المتماثلين؟!
٣٢-  دعوتهم لأبناء المسلمين أن يهاجروا من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر ، ولذا نجد أن في أمريكا  وأوروبا عشرات الآلاف من الشباب الذين غرروا بهم، وأن الهجرة واجبةٌ لهم.ولذ نجد هؤلاء قد ذاب في بلاد الغرب،  وأصبحوا يقرون أمور كفرية من أجل الجنسية، وهم يحتجون على منكرات في بلادهم، وهاجروا من أجلها؟ ثم رضوا بقبول معتقدات كفرية.

قاله وكتبه: الدكتور/صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ بْن عبداللهِ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي