|

14 شوّال 1445 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

الْخُطْبَةُ الْأُولَى: 

عِبَادَ اللَّهِ، لَقَدْ حَذَّرَ الْإِسْلَامُ مِنْ التَفَرُّقِ وَالتَّشَتُّتِ، وَأَمَرَ بِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَحَثَّ عَلَيْهَا، وَلَمَّا اسْتَنْجَدَ الْأَنْصَارِيُّ بِالْأَنْصَارِ، وَالْمُهَاجِرِيُّ بِالْمُهَاجِرِينَ، غَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ كَلِمَتَهُ الْعَظِيمَةَ: أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْن ظَهْرَانِيكُمْ”، مَعَ أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ مِنْ الْأَلْفَاظِ الْمَحْمُودَةِ فِي الشَّرْعِ، لَكِنَّهَا لِمَا خَرَجَتْ بِمَخْرَجِ اسْتِنْجَادِ كُلِّ طَائِفَةٍ بِأَصْحَابِهَا، حَذَّرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ.وَلَقَدْ رَأَيْتُ أُمَّةَ الْإِسْلَامِ تَأَثَّرَ بَعْضُ أَبْنَائِهَا بالتَّأْثِيرِ الْغَرْبِيِّ، بِإِنْشَاءِ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ: والْحِزْبِيَّاتِ الْمَقِيتَةِ الَّتِي مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ، فَنَزَلَتْ نَازِلَةٌ تُعَدُّ مِنْ النَّوَازِلِ الْعَقَدِيَّةِ التي نزلت من الْقَرْنِ الْسَابِقِ، ولَيْسَ لَهَا سَابِقَةٌ فِي الْإِسْلَامِ، أَلَا وَهِيَ: إِنْشَاءُ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ، فَكَانَ مَوْقِفُ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ الْمُعْتَبَرِينَ الْكِبَارِ واضح بعَدَمِ الانْتِمَاء  أَوْ الِانْتِسَابِ إِلَيْهَا، ،  فَلَمْ يُعْرَفْ عَنْ عَالِمٍ مُعْتَبَرٍ أَوْ إِمَامٍ مُتَّبَعٍ ؛أَنَّهُ انْضَمَّ إِلَى جَمَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ، أَوْ كَانَ عُضْوًا فِيهَا، أَوْ قام بِتَقْلِيدِهَا وَإِنْشَاءِ أَحْزَابٍ مُمَاثِلَةٍ لَهَا، لِعِلْمِهِمْ أَنَّ هَذَا أَمْرٌ مُحْدَثٌ لَا يُقِرُّهُ الْإِسْلَامُ وَلَا يَرْضَاهُ.وَيُفَرِّقُ وَلَا يَجْمَعُ، فَلَمْ يَنْضَمُّوا إِلَيْهَا لَا فِي مَرْحَلَةِ شَبَابِهِمْ، وَلَا بَعْدَ أَنْ كَبُرَتْ أَعْمَارُهُمْ، وَاتَّسَعَ عِلْمُهُمْ، فَمَنْهَجُهُمْ ثَابِتٌ لِأَنَّهُمْ أُسِّسُوا عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَعَلَى عِلْمٍ مُؤَصَلٍ، وَنَهَلُوا مِنْ الْمَنْبَعِ الصَّافِي الَّذِي لَا كَدَرَ فِيهِ وَلَا غَبَشَ.لَقَدْ كَانَ فِي أَوْجِ انْتِشَارِ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ، وَتَحَمُّسِ فِئَةٍ مِنْ الشَّبَابِ بِالِانْضِمَامِ إِلَيْهَا؛عُلَمَاء كِبَار فِيْ العَالَمِ الْإِسْلَامِي، حَيْثُ أَحْجَمَ جمبع الْعُلَمَاءُ الْكِبَارُ عَنْ الِانْضِمَامِ إِلَيْهَا أوَتَأْيِيدِهَا أوَالِانْتِسَابِ إِلَيْهَا.. وَوَقَفُوا مَوْقِفاً حَازِماً مِنْهَا، وَحَذَّرُوا مِنْهَا، وَمِنَ الِانْتِسَابِ إِلَيْهَا ، وَمِنْ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ لِعِلْمِهِمْ الْجَازِمِ بِأَنَّهَا خِلَافُ النَّهْجِ النَّبَوِيِّ.وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتِ أُسِّسَتْ إِمَّا عَلَى طُرُقٍ صُوفِيَّةٍ مُخَالِفَةٍ لِمَنْهَجِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، أَوْ على مَنَاهِجَ سِيَاسِيَّةٍ، وَبَيْعَة لِغَيْرِ وَلِيِّ الأَمْرِ؛وَغَالِبُهَا بُنِيَتْ عَلَى شِرْكِيَّاتٍ وَمُخَالَفَاتٍ وَبِدَعٍ وَمُحْدَثَاتٍ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ:فينبغي الْحَذَرُ مِنْهَا، وَعَدَمُ الِانْتِمَاءِ إِلَيْهَا؛ فَالْأَحْزَابُ تُفَرِّقُ وَلَا تَجْمَعُ.وَبِاِسْتِطَاعَةٍ كُلُّ مُسْلِمٍ الدَّعْوَةُ إِلَى اللهِ؛ دُونَما أَنْ يَعِيشَ تَحْتَ ظِلِّ جَمَاعَةٍ ؛ يُبايَعُ قَادَتُهَا، ويَأْتَمِرُ بِأَمْرِهَا، وَيَنْتَهِي بِنَهْيِهَا؛ وَيَلْتَزِمُ بِتعَالِيْمهَا ؛ وَيُوَالِي بِهَا، وَيُعَادِي مِنْ أَجْلِهَا ؛وعُلَمَاءِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّة؛وَجَمِيعَ عُلَمَاءِ السنَّةِ؛فِي الْقَدِيمِ وَالْحَديثِ قَامُوا عَلَى الدَّعْوَةِ ؛ فِي الْقَدِيمِ وَالْحَديثِ قَامُوا عَلَى الدَّعْوَةِ الْفَرْدِيَّةِ؛ دُونَما اِنْتِمَاءٍ لِحِزْبٍ أَوْ جَمَاعَةٍ؛وَلَوْ كَانُوا فِيْ غَيْرِ دِيَارِهِم الأَصْلِيَّةِ: مِنْ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِمَنْهَجِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، جَمَاعَةُ الإِخْوَانِ؛ وَهِيَ تَنْظِيمٌ سِيَاسِيٌّ يَقُومُ عَلَى الْبَيْعَةِ لِمُرْشِدِهَا الْعَامِّ، وَهَمُّهَا الْأَسَاسِيُّ التَّكْثِيرُ مِنَ الْأَتْبَاعِ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ مُعْتَقَدِهِ وَدِيَانَتِهِ؛ وَتَسْعَى سَعْيًا حَثِيثًا لِلْوُصُولِ لِلْسُلْطَةِ وَالْحُكْمِ؛ وَلَا تَعْتَنِي بِالْعَقِيدَةِ، بَلْ مِنَ الْمُنْتَمِينَ لَهَا أَصْحَابُ الْمُعْتَقَدَاتِ الضَّالَّةِ.

وَلَقَدْ صَدَرَ عَنْ هَيْئَةِ كِبَارِ العُلَمَاءِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّة بَيَاناً هَذَا نَصُه: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالاجْتِمَاعِ عَلَى الْحَقِّ، وَنَهَى عَنِ التَّفَرُّقِ وَالاخْتِلَافِ، قَالَ تَعَالَى: «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ»، وَأَمَرَ الْعِبَادَ بِاتِّبَاعِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ السُّبُلِ الَّتِي تَصْرِفُ عَنِ الْحَقِّ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: «وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

وَإِنَّمَا يَكُونُ اتِّبَاعُ صِرَاطِ اللهِ الْمُسْتَقِيمِ بِالاعْتِصَامِ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ دَلَّتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ عَلَى أنَّ مِنَ السُّبُلِ الَّتِي نَهَى اللهُ تَعَالَى عَنِ اتِّبَاعِهَا الْمَذَاهِبَ وَالنِّحَلَ الْمُنْحَرِفَةَ عَنِ الْحَقِّ، فَقَدْ ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا»، ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ السُّبُلُ لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثُمَّ قَرَأَ: «وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ» رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ.

قَالَ الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ عَبْدُاللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ» وَقَوْلِهِ: «أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ» وَنَحْوِ هَذَا فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: أَمَرَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ الاخْتِلَاِف وَالْفُرْقَةِ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ فِي دِينِ اللهِ.

وَالاعْتِصَامُ بِكَتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ سَبِيلُ إِرْضَاءِ اللهِ، وَأَسَاسُ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ، وَوَحْدَةُ الصَّفِّ، وَالْوِقَايَةُ مِنَ الشُّرُورِ وَالْفِتَنِ، قَالَ تَعَالَى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ».

فَعُلِمَ مِنْ هَذَا أَنَّ كُلَّ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى وَحْدَةِ الصَّفِّ حَوْلَ وُلَاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَثِّ شُبَهٍ وَأَفْكَارٍ، أَوْ تَأْسِيسِ جَمَاعَاتٍ ذَاتِ بَيْعَةٍ وَتَنْظِيمٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ مُحَرَّمٌ بِدَلَالَةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَفِي طَلِيعَةِ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ الَّتِي نُحَذِّرُ مِنْهَا جَمَاعَةُ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ، فَهِيَ جَمَاعَةٌ مُنْحَرِفَةٌ، قَائِمَةٌ عَلَى مُنَازَعَةِ وُلَاةِ الْأَمْرِ وَالْخُرُوجِ عَلَى الْحَكَّامِ، وَإِثَارَةِ الْفِتَنِ فِي الدُّولِ، وَزَعْزَعَةِ التَّعَايُشِ فِي الْوَطَنِ الْوَاحِدِ، وَوَصْفِ الْمُجْتَمِعَاتِ الْإِسْلَاِميَّةِ بِالْجَاهِلِيَّةِ، وَمُنْذُ تَأْسِيسِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ لَمْ تَظْهَرْ مِنْهَا عِنَايَةٌ بِالْعَقِيدَةِ الْإِسْلَاِميَّةِ، وَلَا بِعُلُومِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَإِنَّمَا غَايَتُهَا الْوُصُولُ إِلَى الْحُكْمِ، وَمِنْ ثَمَّ كَانَ تَارِيخُ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ مَلِيئًا بِالشُّرُورِ وَالْفِتَنِ، وَمِنْ رَحِمِهَا خَرَجَتْ جَمَاعَاتٌ إِرْهَابِيَّةٌ مُتَطَرِّفَةٌ عَاثَتْ فِي الْبِلَاِد وَالْعِبَادِ فَسَادًا مِمَّا هُوَ مَعْلُومٌ وَمُشَاهَدٌ مِنْ جَرَائِمِ الْعُنْفِ وَالْإِرْهَابِ حَوْلَ الْعَالَمِ).انْتَهَى بَيَان هَيْئَة كِبَارِ العُلَمَاءِ. 

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ ...... فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. 

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا؛ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ؛ وَنَسْأَلُهُ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.