|

19 رمضان 1445 هـ

مسابقة السيرة النبوية | استمع في دقيقة وربع إلى: " الشرك الأصغر" للدكتور/ صالح بن مقبل العصيمي التميمي | يمكنكم الأن إرسال أسئلتكم وسيجيب عليها فضيلة الشيخ الدكتور صالح العصيمي

1- اِنْطَلَقَ سُرَّاقَةُ بُنُ مَالِكٍ الْجُعْشَمِيُّ يُطَارِدُ النَّبِيَّ،،يَوْمَ الْهَجْرَةِ ؛ لِيَفُوزَ بِالنُّوقِ الَّتِي جَعَلَتْهَا قُرَيْشٌ لَمِنْ يَدُلُّ عَلَى النَّبِيِّ ،، فَلَمَّا اِقْتَرَبَ مِنَ النَّبِيِّ،، سَاخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ؛ فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْهَا؛لِيُدْرِكَ النَّبِيَّ،،فَقَالَ النَّبِيُّ،،:( سُرَاقَةُ،لِمَ تَصْنَعُ هَذَا ؟) قَالَ : إِنَّ قُرَيْشًا قَدْ وَعَدُونِي بِكَذَا مِنَ الإِبِلِ،قَالَ :( أَوَلَيْسَ لَكَ بِخَيْرِ مِنْهَا ؟ قَالَ : وَمَا هُمَا،قَالَ : لَكَ أَنْ تَلْبِسَ سِوارَي كِسْرَى . فَضَحِكَ سُرَاقَةُ وَقَالَ : أَعَرَابِيٌّ مِنْ بَنِي جُعْشُمٍ يَلْبِسَ سَوَارِي كِسْرَى ! مَا حَلُمَ بِهَا سَادَاتُ قُرَيْشٍ حَتَّى يَحْلُمَ بِهَا أَعَرَابِيٌّ مِنْ بَنِي جُعْشُمٍ!

2- يا سُبْحَانَ اللَّهِ! النَّبِيُّ،،يَخْرُجُ مُهَاجِرًا مِنْ بَلَدِهِ،فارًّا بَدِينِهِ،يُطَارِدُهُ أَهْلُ مَكَّةَ لِيَقْتُلُوهُ،وَفِي هَذَا الْمَوْقِفِ الْعَصِيبِ يَعِدُ سُرَاقَةَ أَنْ يَلْبِسَ سَوَارِي كِسْرَى،إِنَّهَا بِشَارَةٌ مِنْهُ بِفَتْحِ بِلَادِ فَارِسٍ.

3- وَتَتَكَرَّرُ الْبِشَارَةُ فِي يَوْمِ الأَحْزَابِ، الَّذِي بَلَغَتْ فِيهِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ،يُبَشِرُ الرَّسُولُ،،بِأَنَّهُ أُوتِيَ مُلْكَ أَقَوى قُوَى الأَرْضِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَهَذَا الْوَعْدُ،وَهَذِهِ الْبِشَارَةُ لاَبُدَّ أَنْ تَتَحَقَّقَ؛لَأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ لِهَذِهِ الأُمَّةِ الْخَيْرَ،وَلِبِلَادِ فَارِسٍ الْخَيْرَ.

4- وَتَحَقَّقَتْ تِلْكَ الْبِشَارَةُ،فِي عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ  عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَدْ قَامَ الْخَلِيفَةُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،  يَحُثُّ النَّاسَ وَيُحَرِّضُهُمْ عَلَى جِهَادِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَذَلِكَ لِمَا بَلَغَهُ مِنْ قَتْلِ أَبِي عُبَيْدٍ،يَوْمَ الْجِسْرِ، وَانْتِظَامِ شَمْلِ الْفُرْسِ، وَاجْتِمَاعِ أَمْرِهِمْ عَلَى يَزْدَجِرْدَ الَّذِي أَقَامُوهُ مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَنَقْضِ أَهْلِ الذِّمَّةِ بِالْعِرَاقِ عُهُودَهُمْ، وَنَبْذِهِمُ الْمَوَاثِيقَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ، وَآذَوُا الْمُسْلِمِينَ وَأَخْرَجُوا الْعُمَّالَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ. وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ إِلَى مَنْ هُنَالِكَ مِنَ الْجَيْشِ أَنْ يَخْرُوجوا مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ إِلَى أَطْرَافِ الْبِلَادِ. 

   5- قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَرَكِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ عَازِمًا عَلَى غَزْوِ الْعِرَاقِ بِنَفْسِهِ،وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَاسْتَصْحَبَ مَعَهُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،وِسَادَاتِ الصَّحَابَةِ.

6- ثُمَّ عَقَدَ مَجْلِسًا لِاسْتِشَارَةِ الصَّحَابَةِ فِيمَا عَزَمَ عَلَيْهِ،وَنُودِيَ إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ، وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَدِمَ مِنَ المدينة،ثُمَّ اِسْتَشَارَهُمْ فِي خُرُوجِهِ بِنَفْسِهِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :إِنِّي أَخْشَى إِنْ كُسِرْتَ أَنْ يَضْعُفَ الْمُسْلِمُونَ فِي سَائِرِ أَقْطَارِ الْأَرْضِ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَبْعَثَ رَجُلًا،وَتَرْجِعَ أَنْتَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَاسْتَصْوَبَ النَّاسُ رَأْيَ ابْنِ عَوْفٍ. فَقَالَ عُمَرُ: فَمَنْ تَرَى أَنْ نَبْعَثَ إِلَى الْعِرَاقِ؟ فَقَالَ: قَدْ وَجَدْتُهُ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: الْأَسَدُ فِي بَرَاثِنِهِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الزُّهْرِيُّ.سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

7- فَاسْتَجَادَ قَوْلَهُ،وَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدٍ فَأَمَّرَهُ عَلَى الْعِرَاقِ،وَأَوْصَاهُ فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنُ وُهَيْبٍ،لَا يَغُرَّنَّكَ مِنَ اللَّهِ أَنْ قِيلَ خَالُ رَسُولُ اللَّهِ،،وَصَاحِبُهُ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ نَسَبٌ إِلَّا بِطَاعَتِهِ... فَإِنَّكَ تُقْدِمُ عَلَى أَمْرٍ شَدِيدٍ كَرِيهٍ لا يَخْلُصُ مِنْهُ إِلا الْحَقُّ... إِلَى آخِرِ وَصِيَّتِهِ الْعَظِيمَةِ.

وَسَارَ سَعْدٌ - وَمَعَه قُرَابَةُ السِّتَّةِ آلَافٍ- إِلَى الْعِرَاقِ،عَنْ طَرِيقِ نَجْدٍ،وَحَشْدَ مَعَه وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الْعِرَاقِ سَبْعَةَ آلافٍ مِنْ بِلادِ نَجْدٍ.

8- وَكَانَ فِي اِنْتِظارِهِ الْمَثْنَى بُنُ حارِثَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه،وَمَعَه اثنا عَشَرَ أَلفًا ، وَلَكِنَّ اللهَ سُبْحَانَه وَتَعَالَى شَاءَ أَنْ يَقْبِضَ الْمُثَنًّى قَبْلَ الْمَعْرَكَةِ فَأَسْلَمَ الْمُثَنَّى رُوحَهُ إِلَى بَارِئِهَا فَاِنْطَفَأَ سِرَاجٌ مُضِيءٌ. وَقَدْ أَوْصَى الْمُثَنَّى قَبْلَ وَفَاتِهِ بِوَصِيَّةٍ إِلَى سَعْدٍ.

9- وَلَا تَزَالُ الْوَصَايَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِسَعِدٍ تَتَوَالَى؛فَعَمَرُ بِالْمَدِينَةِ،وَقَلْبُهُ مَعَهُمْ،وَمِنْ وَصَايَاَهُ : فَإِنَّ ذُنُوبَ الْجَيْشِ أَخَوْفُ عَلَيهِمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ؛ وَإِنَّمَا يُنْصَرْ الْمُسْلِمُونَ بِمَعْصِيَةِ عَدُوِّهِمْ لله،وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ تَكُنْ لَنَا بِهِمْ قُوَّةٌ؛لَأَنَّ عِدَدَنَا لَيْسَ كَعَدَدِهِمْ،وَلَا عُدَّتَنَا كَعُدَّتِهِمْ،فَإذَا اِسْتَوَيْنَا فِي الْمَعْصِيَةِ كَانَ لَهُمْ الْفَضْلُ عَلَينَا فِي الْقُوَّةِ وَإلَّا نُنْصَرْ عَلَيهِمْ بِفَضْلِنَا لَمْ نَغْلِبْهُمْ بِقُوَّتِنَا،إِنَّ عَلَيكُمْ فِي سَيْرِكُمْ حَفَظَةَ مِنَ اللهِ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ، فَاِسْتَحْيَوْا مِنْهُمْ،وَاِسْأَلُوا اللهَ الْعَونَ عَلَى أَنَفْسِكُمْ كَمَا تَسْأَلُونَهُ النَّصْرَ عَلَى عَدُوِّكُمْ . 

10- لَقَدْ تَوَالَتْ وَصَايَاهُ - بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،كَانَ هَمُّهُ مَعَهُمْ وَقَلْبُهُ مَعَهُمْ،فَكَانَ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،يَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى أَطْرَافِ الْمَدِينَةِ يَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ الْقَادِمِينِ مِنْ جِهَةِ الْعِرَاقِ يَتَلَمَّسُ أَخَبَارَ الْجَيْشِ،وَكَانَ سَعْدٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه،يَعْمَلُ بِهَذِهِ الْوَصَايَا،وَيَسِيرُ وَفْقَ أَوَامِرِ قَائِدِهِ . 

11- لَقَدْ رَسْمَ لَهُ عَمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،الْخُطَّةَ،وَأَمَرَهُ بِالتَّحَرُّكِ لِلْقَادِسِيَّةِ،وَكَانَتِ التَّقَارِيرُ تُرْسَلُ لِعُمرَ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كُلَّ يَوْمٍ مَعَ بُعْدِ الْمَسَافَةِ،وَحَثَّهُ عُمَرُ أَنْ يُرْسِلَ وَفْدًا لِمُنَاظَرَةِ مَلِكِ الْفُرْسِ ، وَدَعْوَتِهِ إِلَى اللهِ؛فَاِخْتَارَ سَعْدٌ رِجَالًا مِنْ خَيْرَةٍ الرِّجَالِ وَأَمَّرَ عَلَيهِمْ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه،وَاِلْتَقَى هَذَا الْوَفْدُ بـــــ " يَزْدَجِرْدَ " مَلِكِ الْفُرْسِ،فَقَالَ" يَزْدَجِرْدَ "  لَهُمْ: مَا الَّذِي أَقْدَمَكُمْ هَذِهِ الْبِلَادَ؟ أَظْنَنْتُمْ أَنَّا لَمَّا تَشَاغَلْنَا بِأَنْفُسِنَا اجْتَرَأْتُمْ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ: إِنَّ اللَّهَ رَحِمَنَا؛فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولًا،يَدُلُّنَا عَلَى الْخَيْرِ، وَيَأْمُرُنَا بِهِ، وَيُعَرِّفُنَا الشَّرَّ وَيَنْهَانَا عَنْهُ، وَوَعَدَنَا عَلَى إِجَابَتِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.إِلَى أَنْ قَالَ: فَنَحْنُ نَدْعُوكُمْ إِلَى دِينِنَا،وَهُوَ دِينُ الإِسْلَامِ حَسَّنَ الْحَسَنَ،وَقَبَّحَ الْقَبِيحَ كُلَّهُ،ثُمَّ قَالَ : وَإِنْ أَجَبْتُمْ إِلَى دِينِنَا خَلَّفْنَا فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ،وَأَقَمْنَاكُمْ عَلَيْهِ- عَلَى أَنْ تَحْكُمُوا بِأَحْكَامِهِ- وَنَرْجِعَ عنكم، وَشَأْنَكُمْ وَبِلَادَكُمْ،إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ الْعَظِيمِ. 

12- فَقَالَ مَلِكُ الْفُرْسِ: إِنِّي لَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمَّةً كَانَتْ أَشْقَى وَلَا أَقَلَّ عَدَدًا وَلَا أَسْوَأَ ذَاتِ بَيْنٍ مِنْكُمْ،ثُمَّ بَدَأَ يُغْرِيهِمُ بِالدُّنْيَا - لِظَنِّهِ أَنَّهُمْ مِثْلُهُ- فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ كَانَ مَا أَتَى بِكُمً الْجَهْدُ؛فَرَضْنَا لَكُمْ قُوتًا إِلَى خِصْبِكُمْ وَأَكْرَمْنَا وُجُوهَكُمْ وَكَسَوْنَاكُمْ وَمَلَّكْنَا عَلَيْكُمْ مَلِكًا يَرْفُقُ بِكُمْ  فرد عليه الْمُغِيرَةُ بْنُ زُرَارَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،وَبَيَّنَ لَهُ رَحْمَةَ اللهِ بِالأُمَّةِ بِإِرْسَالِ مُحَمَّدٍ،، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اخْتَرْ إِنْ شِئْتَ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَأَنْتَ صَاغِرٌ، وَإِنْ شِئْتَ فَالسَّيْفُ، أَوْ تُسْلِمُ فَتُنْجِي نَفْسَكَ. فَقَالَ مَلِكُ الْفُرْسِ: لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَقَتَلْتُكُمْ! ثُمَّ أَرَادَ إِذْلَالَاهُمْ فَأَمَرَ بِحِمْلٍ ثَقِيلٍ مِنْ تُرَابٍ،فَقَالَ: احْمِلُوهُ عَلَى أَشْرَافِ هَؤُلَاءِ، ثُمَّ سُوقُوهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ بَابِ الْمَدَائِنِ ، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيٌّ: أَنَا أَشْرَفُهُمْ، أَنَا سَيِّدُ هَؤُلَاءِ، فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ وَخَرَجَ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا.

 13- وَأَخَذَ عَاصِمٌ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، التُّرَابَ لِسَعْدٍ وَقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ أَقَالِيدَ مُلْكِهِمْ.فَاِسْتَبْشَرَ الصَّحَابَةُ وَمَنْ مَعَهُمْ،وَأَخَذَ بَعْضُهُمْ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِ بَعْضٍ،وَيَسْتَحِثُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. ثُمَّ خَرَجَ قَائِدُ الْفُرْسَ رُسْتُمْ بِجَيْشٍ مَهِيبٍ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ يَزِيدُ عَلَى  مَائَةِ أَلْفٍ،وَمَعَهُمْ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ فِيلًا مُدَرَّبًا عَلَى الْقِتَالِ.

14- وَقَبْلَ الْمَعْرَكَةِ طَلَبَ رُسْتُمُ أَنْ يُرْسِلُوا لَهُ رَجُلًا يُكَلِّمُهُ،فَأَرْسَلَ لَهُ رِبْعِيُّ بْنُ عَامِرٍ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،فَوَجَدَ الْمُتَغَطْرِسَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ،وَحَوْلَهُ الْوَسَائِطُ،وَالنَّمَارِقُ الْمُحَلَّاهُ بِالذَّهَبِ؛فَأَبَى رِبْعِيُّ أَنْ يَجْلِسَ عَلَيْهَا،وَقَالَ لِرُسْتُمَ:لَقَدْ ابْتَعَثْنَا اللَّهُ لِنُخْرِجَ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادَةِ الْعِبَادِ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَمِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلَى سِعَتِهَا،وَمِنْ جَوْرِ الْأَدْيَانِ إِلَى عَدْلِ الْإِسْلَامِ،وَمَا زَالَتِ الرُّسُلُ بَيْنَ سَعْدٍ وَرُسْتُمَ،وَكَانَ آخِرُهُمْ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،ثُمَّ تَكَلَّمَ رُسْتُمُ بِكَلَامٍ حَقَّرَ فِيهِ شَأْنَ الْعَرَبِ،وَعَظَّمَ فِيهِ أَمْرَ الْفُرْسِ .لَمْ يَنْتَفِعِ الْفُرْسُ بِدَعْوَتِهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ،وَتَمَادَوا فِي غَيِّهِمْ؛لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا. 

15- وَاِسْتَعَدَّ الْفَرِيقَانِ لِلْمَعْرَكَةِ،وَخَطَبَ سَعْدٌ فِي النَّاسِ وَتَلَا عَلَيْهِمْ قَوْلَهُ تَعَالَى: 

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)( ).

 

16- وَتُلِيَتْ عَلَى الْجَيْشِ سُورَةُ الْأَنْفَالِ؛فَاِنْشَرَحَتْ قُلُوبُ النَّاسِ وَعُيُونُهُمْ،وَنَزَلَتِ السَّكِينَةُ،وَصَلَّى النَّاسُ الظُّهْرَ،وَأَمَرَهُمْ سَعْدٌ بَعْدَ الصَّلَاةِ أَنْ يَقُولُوا:لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ. 

17- وَكَانَ سَعْدُ مَرِيضًا بِعِدَّةِ أَمْرَاضٍ،لَا يَسْتَطِيعُ الرُّكُوبَ وَلَا الْجُلُوسَ؛بِسَبَبِ الْقُرُوحِ،والدَّمَامِلِ الَّتِي غَطَّتْ ظَهْرَهُ كُلَّهُ؛فَكَانَ مُكِبًّا عَلَى صَدْرِهِ،مِنْ شِدَّةِ مَرَضِهِ،وَيُشْرِفُ عَلَى الْمَيْدَانِ مِنْ قصر" قُدَّيْسٍ" في القادسيَّةِ،ثُمَّ نَزَلَ مِنَ الْقَصْرِ،وَأَصْبَحَ تَحْتَ سُورِهِ،وِبِدَأَ وُجُوهُ النَّاسِ يُشَجِّعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

18- وَسَجَّلَ أَبْطَالُ الْمُسْلِمِنَ بُطُولَاتٍ نَادِرَةٍ،سَطَّرَهَا التَّارِيخُ بِأَحْرُفٍ مِنْ نُورٍ،مِنْ أَمْثَالِ طُلَيْحَةَ الْأَسَدِيِّ،وَعَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ،وَالْقَعْقَاعِ بْنِ عَمْرٍو،وَجَرِيرِ بنِ عبدِ اللهِ البُّجَلِيِّ، وَضِرارِ بْنِ الْخَطَّابِ، وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ عَمْرٍ التَّمِيمِيِّ،وَغَيْرِهِمْ مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ.

19- وَقَامَتِ الْخَنْسَاءُ شَاعِرَةُ بَنِي سُلَيْمٍ،وَمَعَهَا بَنُوهَا الْأَرْبَعَةُ تَعِظُهُمْ وَتُحَرِّضُهُمْ ، كَذَلِكَ فَعَلَتِ اِمْرَأَةٌ مِنْ النَّخَعِ لَهَا بَنُونَ أَرْبَعَةٌ.

20- وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنَ الْمَعْرَكَةِ قَدِمَتْ طَلِيعَةُ جَيْشِ الشَّامِ بِقِيَادَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَمْرٍ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَدْ عَمَدَ الْقَعْقَاعُ إِلَى حِيلَةٍ حَيْثُ قَسَّمَ جَيْشَهُ إِلَى مَائَةِ قِسَمٍ،كُلُّ قِسْمٍ مُكَوَّنٌ مِنْ عَشَرَةٍ،وَأَمَرَهُمْ بِأَنْ يَقْدِمُوا تِبَاعًا حَتَّى يُوحُوا لِلْعَدُوِّ بِكَثْرَتِهِمْ،فَهُمْ أَلْفٌ وَظَنَّهُمُ الْعَدُوُّ ثَلاثِينَ أَلْفًا ، وَصَدَقَ فِيهِ قَوْلُ الصَّدِّيقِ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،: لَصَوْتُ القَعْقَاعِ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ،وَبَلَغَ مِنْ دَهَاءِ الْقَعْقَاعِ فِي مُوَاجَهَةِ الْعَدُوِّ،أَنْ أَمَرَ بِتَهْيِئَةِ الإِبِلِ فِي مَظْهَرٍ مُخِيفٍ يُنَفِّرُ الْخُيُولَ؛فَأَلْبَسُوهَا وَجَلَّلُوهَا وَوَضَعُوا لَهَا الْبَراقِعَ،وَهَجَمُوا بِهَا عَلَى خُيُولِ الْفَرَسِ .

21- وَظَهَّرَتْ بُطولَاتُ عَمْرِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ،وَأَبِي مِحْجَنِ الثَّقَفِيِّ . وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ اِسْتَطَاعَ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ أَنْ يَفْتَحُوا ثَغْرَةَ عَمِيقَةً فِي قَلْبِ الْجَيْشِ الْفَارِسِيِّ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى سَرِيرِ رُسْتُمَ؛فَهَرَبَ رُسْتُمُ،فَلَحِقَهُ هِلَالُ بْنُ عُلَّفَةَ وَهُوَ مُتَّجِهٌ نَحْوَ نَهْرِ الْعَتِيقِ لِيَنْجُوَ بِنَفْسِهِ، فَأَمْسَكَهُ هِلاَلٌ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،بِرْجْلِهِ وَسَحْبَهُ،ثُمَّ قَتَلَهُ،ثُمَّ صَعَدَ السَّرِيرَ وَنَادَى : قَتَلْتُ رُسْتُمَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَتَلْتُ رُسْتُمَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ،ثُمَّ حَثَّ الْقَوْمَ أَنْ يَأْتُوا إِلَيهِ.

22- فَاِنْهَزَمَ الْجَيْشُ الْفَارِسِيُّ،وَحَاوَلُوا الْفِرَارَ، وَكَانَ عَدَدُ الْمُنْهَزِمِينَ ثَلاثَيْنَ أَلْفًا،وَاِنْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ - بِتَوْفِيقِ اللهِ تَعَالَى - بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ،بِنَصْرٍ عَظِيمٍ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسَلِمِينَ،وَقَضَوْا عَلَى دَوْلَةِ الفُرْسِ؛فَاِسْتَنَارَتِ الْعِرَاقُ،وَمَا حَوْلَهَا بِدَوْلَةِ الْإِسْلَامِ. 23- وَأَرْسَلَ سَعْدٌ يُبَشِّرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،بِكِتَابٍ يَحْمِلُهُ سَعْدُ بْنُ عُميْلَةَ، وَجَاءَ فِي الْكِتَابِ: أَمَّا بَعْدُ،فَإِنَّ اللهَ نَصَرَنَا عَلَى أَرْضِ فَارِسَ بَعْدَ قِتَالٍ طَوِيلٍ،وَزِلْزالٍ شَدِيدٍ،وَقَدْ لَقُوا الْمُسْلِمِينَ بُعْدَّةٍ لَمْ يَرَ الرَّائُونَ مِثْلَ زُهَائِهَا،فَلَمْ يَنْفَعْهُمُ اللهُ بِذَلِكَ بَلْ سَلَبَهُمْ،وَنقلَهُ عَنْهُمْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ،وَأَتْبَعَهُمْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الأَنْهَارِ،وَعَلَى طُفُوفَ الآجَامِ،وَفِي الْفِجَاجِ، وَأُصِيبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رِجَالٌ،عَدَّدَهُمْ لَهُ،ثُمَّ قَالَ : وَرِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ لَا نَعْلَمُهُمْ،وَاللهُ بِهِمْ عَالِمٌ،كَانُوا يَدْوَونَ بِالْقُرآنِ إِذَا جَنَّ اللَّيْلُ،وَهُمْ آسَادُ النَّاسِ،لَا تُشْبِهُهُمُ الأُسُودُ .

24- وَلَمَّا أُتِيَ عُمَرُ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،بِخَبَرِ الْفَتْحِ قَامَ فِي النَّاسِ فَقَرَأَ عَلَيهُمْ الْفَتْحَ،وَقَالَ لَهُمْ كَلاَمًا عَظِيمًا،وَمِمَّا قَالَ : إِنِّي وَاللهِ،مَا أَنَا بِمَلِكٍ فَأَسْتَعْبِدُكُمْ وَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ عُرِضَ عَلَيَّ الأَمَانَةُ . وَمِنْ عَجَائِبِ مَعْرَكَةِ الْقَادِسِيَّةِ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ قُتِلَ فَتَنَافَسَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الآذَانِ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَقْتَتِلُوا بِالسُّيوفِ؛فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ سَعْدٌ،فَيَالِعِظَمِ هَذَا التَّنَافُسِ عَلَى ذَلِكُمْ الْعَمَلِ الْعَظِيمِ .

25- وَكَمَا وَعَدَ النَّبِيَّ،،سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشَمٍ يَوْمَ الْهِجْرَةِ بِأَنْ يَلْبَسَ سِوَارَيْ كِسْرَى،فَقَدْ لَبِسَهُمَا،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،فعَنِ الْحَسَنِ،أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أُتِيَ بِفَرْوَةِ كِسْرَى فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَفِي الْقَوْمِ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: فَأَلْقَى إِلَيْهِ سِوَارَيْ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ فَجَعَلَهُمَا فِي يَدِهِ، فَبَلَغَا مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُمَا فِي يَدَيْ سُرَاقَةَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، سُوَارَيْ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ فِي يَدِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ أَعْرَابِيٍّ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ "( ). 

 26- لَقَدْ كَانَ عُمَرُ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،مِنْ شَدَّةِ حُبِّهِ لِدُخُولِ أَهِلِ فَارِسَ الإِسْلَامَ كَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ نَاحِيَةَ الْعِرَاقِ كُلَّ يَوْمٍ يَتَنَسَّمُ الْخَبَرَ حَتَّى لَقِي رَاكِبًا فَبَشَّرَهُ قَبْلَ وُصُولِ كِتَابِ سَعْدٍ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،إِلَيه مَعَ سَعْدِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ. إِنَّ دُخُولَ بِلادِ فَارِسَ فِي عَهْدِ عُمَرَ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ مِنْ الْمُفْتَرَضِ أَنْ تَتَضَاعَفَ مَحَبَّتُهُمْ لَهُ طَالَمَا أَنَّهُمْ مُنْتَسِبِينَ لِلْإِسْلَامِ،لَكِنَّ فِئَةً مِنْهُمْ يُعْلِنُونَ الإِسْلامَ وَهُوَ مِنْهُمْ بَرَاءٌ،وَلَا يَرْوُنَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَكْفَرَ مِنْ عُمَر،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،الَّذِي أَدْخَلَ الإِسْلامَ إِلَى بِلادِهِمْ،وَلَا يَكْرَهُونَ بَشَرًا كَكُرْهِهِمْ لَعَمْرَ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،وَمَا قَتَلَ عُمَر،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،إلَّا هُمْ، بَلْ وَيَحْتَفِلُونَ بِيَوْمِ مَقْتَلِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.

27- فَقَدْ حَزَّ فِي نُفُوسِ عِبَادِ اللَّهِ تِلْكَ الْمَسِيرَاتِ الضَّخْمَةِ فِي بدَايَةِ شَهْرِ مُحْرَّمٍ سَبًّا وَشَتْمًا لَعَمْرَ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، وَحِينَمَا تَأَمَّلْتُ الرَّابِطَ بَيْنَ مَسِيرَاتِ مُحَرَّمٍ وَاِخْتِيَارِ هَذَا التَّارِيخِ؛بَدَا لِي بِأَنَّ السَّبَبَ أَنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ الْجُيُوشَ لِفَتْحِ بِلَادِ الْفُرْسِ فِي بِدَايَةِ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ،وَإِنْ كَانَ الفَتْحُ لَمْ يَتْمَّ إِلَّا فِي مُنْتَصَفِ شَهْرِ شَعْبَانَ . إِنَّ أَبْنَاءَ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ،يُحِبُّونَ الْقَادَةَ الَّذِينَ كَانُوا سَبَبًا فِي إِدْخَالِ الإِسْلَامِ إِلَى بِلَادِهِمْ،بِعَكْسِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، يُكِفِّرُونَ مَنْ أَدْخَلَ الِإسْلَامَ فِي بِلَادِهِم وَيَلْعَنُونَهُ،بَلْ وَلَا يَصِفُونَهُ إِلَّا بِالصَّنَمِ،وَلَعَلَّ ذَلِكَ مِنْ رِفْعَتِهِ،رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،فَعُمَرُ،رَضِيَ اللهُ  عَنْهُ،هُوَ الْخَلِيفَةُ الثَّانِي ، وَمِنْ أَحَبِّ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ،عَزَّ وَجَلَّ،وَإِلَى رَسُولِهِ،. 

لَمَّا قَضَى صِدِّيقُ أَحمَدَ نَحْبَهُ    ***    دَفَعَ الخِلافَةَ لِلإِمامِ الثَّانِـــي

أَعْنِي بِهِ الْفَارُوقَ فَرَّقَ عُنْوَةً     ***    بِالسَّيفِ بَينَ الكُفْرِ وَالإِيمَـانِ

هُوَ أظهَرَ الإِسْلَامَ بَعْدَ خَفائِهِ    ***    وَمَحَا الظَّلَامَ وَبَاحَ بِالْكِتْمـَــانِ

-----------------------------------------

قاله وكتبه:أبوعبد الإله الدكتور/صَالحُ بْنُ مُقبِلٍ العُصَيْمِيَّ التَّمِيمِيِّ

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

والمشرف العام على موقع الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي

تويتر ، وفيس بوك DrsalehAlosaimi@

الرياض -ص.ب: 120969 - الرمز البريدي: 11689

فاكس وهاتف: 012414080

البريد الإلكتروني: s555549291@gmail.com